تونس 06 ماي 2011 (وات)-هل مست السياسة كل اشكال الرواية التونسية؟هل هناك فعلا رواية خالية من السياسة ام ان غياب السياسة في الرواية هو في حد ذاته سياسة؟هل مثلت الترجمة محركا للسياسة في الرواية؟كيف تناولت الرواية التونسية الشان السياسي الوطني؟ مثلت هذه الاسئلة وغيرها محور لقاء فكري انتظم مساء الخميس بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة تحت عنوان "السوءال السياسي في الرواية التونسية المعاصرة. " وتم خلال اللقاء الذي اداره الكاتب الصحفي كمال الرياحي وشهد حضورا متواضعالعدد من المهتمين بالشأن الادبي من مثقفين واعلاميين ،تقديم جملة من الشهادات .فكانت الانطلاقة مع تجربةالروائي والشاعر عبد الجبار العش الذي بدأ شهادته بقولة للشاعر الفلسطيني الكبير محموددرويش "هل سنكتب مثلما كنا نكتب" ليوءكد ان السوءال السياسي كان هاجس عديد الروائيين التونسين لم يمنعهم الحصار المفروض على اهل الابداع الحر في عهد النظام السابق من الكتابة وبكل جرأة في هذا الشأن فكانت رواياتهم بمثابةاصوات صارخة تحاول تكسير حاجز الصمت. واشار الى ان كتاباته الروائية وخاصة منها رواية "وقائع المدينة الغريبة" تطرقت عبر احداثهاوشخوصهاوباسلوب لا يخلو من النقد الى الشأن السياسي التونسي والعربي من خلال تلميحات وايحاءات تستنهض هممالخاضعين وتحثهم على الثورة ضد الظلم والاستبداد. اما شهادة الروائي الهادي ثابت الذي قدمه كمال الرياحي بكونه اول المهتمين بالكتابة في مجال ادب الخيال العلمي في تونس ، فكانت حول الصعوبات والعراقيل التي واجهها عند اصداره لرواية "اغتصاب" حيث رفضت "دار سيريس" نشرهاوترويجهاعلى خلفية مضمونهاالسياسي وهو ما جعله يلجأ في نهاية المطاف الى دار نشر في القاهرة لتنشر هناك ويتم منعها في تونس. تبرز هذه الروايةالتي قال كاتبهاانها تلخيص لتفكيره السياسي معاناة اليساريين داخل سجون تونس ودهاليز وزارة الداخلية حيث تكون البداية بعملية اغتصاب لتحطيم شخصية السياسي. وتحت عنوان "في انتظار الحياة,,, في انتظار الثورة"تحدث الكاتب كمال الزغباني عن التلميحات السياسيةالواردة في هذه الرواية وهي تلميحات قال انه سربها من خلال بطلي الرواية اسماعيل وعيسى وهما شخصيتان ثوريتان لكل منهمامنظار خاص يرصد به مفاهيم الثورة.هذه التلميحات كانت كافية لتلقى هذه الرواية نصيبها من التعتيم والتهميش. ومن جهته، اهتم الكاتب محمد الجابلي بموضوع "الايديولوجي في روايات تونسية المعاصرة"فبين ان تناول الشان السياسي في الكتابات التونسية كان موضوعا محارباعلى كل المستويات والجهات مما جعل اغلب النصوص الادبية مفرغة من كل محمل نقد ولكن هذا الاتجاه كما جاء على لسان المتدخل لم يمنع عديد الروائيين من كتابة نصوص اخترقت الحصار على غرار الازهر الصحراوي ورواية"وجهان لجثة واحدة" وكمال الزغباني ورواية " في انتظار الحياة"الادباء الفلاقة وكتاباتهم الجريئة اضافة الىاخر اصدار لسمير ساسي في رواية"برج الرومي." ومن جانبه قدم الكاتب محمود طرشونة قراءة حول نظام الحكم في رواية "وقائع المدينة الغريبة" لعبد الجبار العش مبرزا ان هذه الرواية نالت جائزة الكومار الذهبي في احدى الدورات لتمكن صاحبها من الجمع بين الشكل والمضمون فجاءت الرواية محملة بالابعاد الرمزيةالاجتماعية منها والسياسية حيث تخيل الكاتب عبراحداثهاما يمكن ان يحدث داخل المجتمع التونسي اذا تسلم السلطةافراد يطالبون بتحكيم الشريعة الاسلامية. ومن جهته تطرق الكاتب محمد بن سالم الى فكرة الثورة في الرواية التونسيةالجديدة فذكر ان السلطة عمدت الى تهميش جيل كامل من الكتاب اراد ان يكون فاعلا بالكلمة صانعا لسياسة عادلة وهو ماشكل خطورة على نظام تفنن في استنباط اساليب القمع والتعتيم والتي وصلت الى حداقصاء العديد من الكتاب النزهاء واستقطاب الخاضعين منهم.