تونس 9 ماي 2011 (وات)- مثلت مفاهيم اليات العدالة الانتقالية محور اهتمام الندوة حول "العدالة الانتقالية بتونس" التي التامت عشية اليوم الاثنين بمقر كلية العلوم السياسية والقانونية والاجتماعية بتونس, ببادرة من مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية. وتضمنت هذه الندوة تقديم مداخلتين كانت الاولى للاستاذ شوقي بنيوب الخبير الدولي المغربي في العدالة الانتقالية الذي اكد ان "ثورة تونس اسست لنهضة عربية جديدة" مبينا ان المراة التونسية"المتصدرة للصفوف الاولى في كل المظاهرات والنضالات" قد لعبت دورا جوهريا في توفير عوامل نجاح ثورتها الى جانب مساهمة الشباب في ذلك وحياد المؤسسة العسكرية. وبعد ان استعرض اهم ملامح التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية ابرز الخبير الدولي ان تحقيق هذا المفهوم يستوجب المرور بثلاث مراحل وهي كشف الحقائق وجبر الضرر الى جانب توفير ضمانات عدم التكرار. واوضح ان لجان تقصي الحقائق هي من ابرز اليات العدالة الانتقالية معربا عن قناعته باهمية حظوظ نجاح التجربة التونسية سيما مع وجود نخب قانونية وكفاءات وطنية واعية بدقة الوضع الحالي.
وفي المداخلة الثانية تطرق وحيد الفرشيشي استاذ القانون التونسي والخبير في المركز الدولي للعدالة الانتقالية الى مقومات العدالة الانتقالية التي اشار الى ان تفعيلها في الوقت الراهن اصبح "امرا ضروريا" سيما بعد نجاح هذه التجربة في عدد من الدول المقارنة واستعرض مختلف مراحل مسار تحقيق العدالة الانتقالية الذي يستوجب اولا التتبعات والملاحقات ضد من ارتكب الجرائم ثم البحث عن الحقيقة والتعويض وجبر الضرر, مشيرا الى ان تحقيق هذه المسائل لابد ان يكون مسبوقا بالاصلاحات السياسية والدستورية والامنية والادارية مع امكانية ان يفضي الى مصالحة وطنية. والى جانب التطرق الى المواضيع المتعلقة بمحور هذه الندوة فقد اثار المتدخلون في النقاش كذلك عدة مسائل تتعلق بالوضع الراهن بالبلاد.