تونس 6 سبتمبر 2009 (وات) - تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي تنطلق يوم الثلاثاء 8 سبتمبر الدورة الثامنة لمسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره لتتواصل إلى يوم 15 من نفس الشهر. وتتميز مسابقة هذه السنة بمشاركة محكمين وقراء يمثلون 20 دولة إسلامية وعربية وهي تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا ومصر والسودان وسوريا والأردن وفلسطين ولبنان واليمن والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان وإيران وتركيا واندونيسيا. وتشتمل هذه المسابقة التي يحتضنها جامع الزيتونة المعمور على خمسة فروع تتمثل في /حفظ كامل القران الكريم مع الترتيل وتفسير الجزء الثامن منه/ و/حفظ كامل القران الكريم مع الترتيل/ و/حفظ أربعين حزبا من القران الكريم مع الترتيل/ و/حفظ ثلاثين حزبا من القران الكريم مع الترتيل/ وأخيرا /حفظ خمسة عشر حزبا من القران الكريم مع الترتيل/. وتمثل هذه التظاهرة الهامة التي شرع في تنظيمها منذ سنة 2002 أحد تجليات إشعاع تونس في محيطها الحضاري والثقافي وترجمانا للمكانة الرفيعة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للعناية بالدين الإسلامي وشعائره ومناسباته ورعاية سيادته لكتاب الله الحكيم باعتباره عماد الدين الإسلامي الحنيف. ومن عناوين هذه الرعاية على مدى العقدين الماضيين قرار رئيس الدولة القاضي بتلاوة القران الكريم في رحاب جامع الزيتونة المعمور ليلا ونهارا وبدون انقطاع على مدار السنة. وقد تدعمت هذه المبادرة الفريدة من نوعها في العالم الإسلامي بانجاز //مصحف الجمهورية التونسية// في طبعة متميزة وذلك باعتماد رواية قالون ووفق مواصفات تونسية. كما تجلت هذه العناية بكتاب الله العزيز عبر إحداث //إذاعة الزيتونة للقران الكريم// سنة 2007 إلى ذلك تأتي المسابقة الوطنية لحفظ وتلاوة القران الكريم التي تنتظم سنويا خلال شهر رمضان المعظم لتكرس بدورها الجهود التي تبذلها تونس في إطار العناية البالغة التي يحظى بها كتاب الله. علما وان هذا الشهر يشهد أنشطة مكثفة تعكسها المسامرات الدينية ومباريات حفظ القران الكريم وترتيله وتفسيره. وتتنزل هذه المكانة التي حظي بها كتاب الله العزيز في سياق الخيارات الحضارية للرئيس زين العابدين بن علي الذي كرس منذ تحول السابع من نوفمبر سخي الجهد من أجل تحقيق مصالحة الشعب التونسي مع هويته العربية الإسلامية وإعادة الاعتبار إلى الدين الإسلامي الحنيف دين الاعتدال والوسطية والتسامح والتضامن فضلا عن إعادة الاعتبار إلى جامعة الزيتونة التي أصبحت تقوم بدور رائد في نشر العلوم وتكريس الاجتهاد. كما أولت تونس وبهدى من رئيس الدولة اهتماما كبيرا للنهوض بالخطاب الديني المستنير وترشيده مع سعي دؤوب لإشاعة الفكر الاجتهادي وتحذير المبادئ النبيلة والقيم السمحة التي يتسم بها الدين الإسلامي بعيدا عن كل أشكال الانغلاق والتعصب والتطرف . وحرصت تونس في جانب آخر على دعم إسهامها في حوار الحضارات والأديان حيث تعددت المبادرات التي اتخذها رئيس الدولة في هذا الاتجاه والمتمثلة بالخصوص في إحداث جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية تشجيعا للباحثين والعلماء على إثراء الفكر الاجتهادي. وتضاف هذه الجائزة إلى سلسلة المبادرات والانجازات التي شهدت تونس ولادتها في أعقاب تظاهرات إقليمية ودولية رفيعة المستوى ك/ميثاق قرطاج للتسامح/ والمركز الدولي لحوار الحضارات و/منتدى تونس للسلام/ الذي يشكل فضاء فكريا عالميا يرصد الجهود المبذولة لتكريس قيم السلم والعمل على نشر ثقافتها وترسيخ أسسها في الفكر والسلوك إلى جانب الحرص على تقديم الصورة الصحيحة للإسلام وما يتضمنه من مبادئ تؤمن بالاختلاف وتكرس الحوار والتضامن. كما أبرزت عديد التظاهرات التي انتظمت في إطار الاحتفالات بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 عمق وثراء الحضارة العربية الإسلامية في تونس ودور القيروان في نشر الدين الإسلامي الحنيف وتعزيز إشعاعه.