تونس 10 سبتمبر2009 (وات) خصصت الحلقة السابعة لمنتدى الفكر التونسي الملتئمة يوم الاربعاء بالمكتبة المعلوماتية بأريانة لاستعراض مسيرة المعز لدين الله الفاطمي صاحب مصر وافريقية منذ توليه خلافة الدولة الفاطمية سنة 953 م اثر وفاة والده عبيد الله ابن اسماعيل ابن المهدى. وكل من عرف المعز المولود بالمهدية عاصمة ملكه في افريقية من الباحثين والمؤرخين خبر حنكته وحسن تدبيره في التخطيط لفتح مصر والاستقرار بها وقد امتد ملكه وملك أحفاده من بعده على مدى قرنين من الزمن. بهذا التقديم استعرض الاستاذ عيسى البكوش الموءرخ و الباحث في مجال العمران أبعاد شخصية المعز الذى نسج من أيام عمره سواء بالمهدية أو القاهرة أسطورة خلد الزمان ذكرها فشد اليه الانظار برجاحة عقله وقوة عزيمته وهو الذى اعتلى عرش أبيه وعمره لم يتجاوز 22 عاما فطبقت شهرته الافاق في المغرب والمشرق. يقول عنه المحاضر /لم يكن مجرد رجل قتال بل رجل دولة عرف كيف يوءسس لقوة ضاربة واعد العدة ليتجه صوب مصر يفتحها سنة 969م اثر وفاة كافور الاخشيدى بعد أن جهز لجيش كبير سار اليها بقيادة وزيره القائد جوهر الصقلي. واستقر بالقاهرة أو القاهرة المعزية لتعرف في عهده الازدهار وتنافس بعمارتها وحسن تنظيمها بغداد انذاك/ . واضاف ان حكمة المعز لدين الله الفاطمي وحسن درايته بالسياسة والناس لم تكن خافية على احد ولعله وجد تربة المغرب غير مهيأة لاحتضان المذهب الاسماعيلي الشيعي بالرغم من نجاحه في فتح ما استعصى عليه من بلاد المغرب فانقادت له افريقية كلها تقريبا وفتح صقلية ووصل بنفوذه الى تخوم الاندلس وكاد يغزوها لولا انه عقد العزم على فتح مصر فكان بدخوله للمشرق من بوابة مصر أول أمير في التاريخ ينتقل بدولته وملكه من مكان الى مكان. واردف المحاضر لقد كانت الدولة الفاطمية من أهم الدول عراقة وهيبة وقوة في التاريخ العربي الاسلامي واصبحت مصر في عهد المعز مركزا للعلم والمعرفة والعمران بفضل تشجيعه للعلماء وأهل الدين مثلما كانت المهدية في عهده عاصمة للثقافة والمعرفة والفكر.