القيروان 14 سبتمبر 2009 (وات) أبرز السيد عبد الحفيظ الهرقام كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والعربية والافريقية عراقة الحركة الاصلاحية والتحديثية في تونس مؤكدا ان الإصلاح باعتباره ركيزة المشروع الحضاري لتحول السابع من نوفمبر يمثل خيارا جوهريا في سياسة الدولة وخططها وبرامجها. واستعرض كاتب الدولة خلال ندوة نظمتها مساء السبت لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي بالقيروان بعنوان "تونس : دعم لحركة الاصلاح في المنطقة العربية" اهم تجليات الفكر الاصلاحي في تاريخ تونس المعاصر موضحا ان تحول السابع من نوفمبر 1987 مثل منعرجا حاسما في مسيرة تونس الحضارية وبداية مسار اصلاحي رائد ومتكامل الابعاد طال كل القطاعات دون استثناء وشمل مختلف أوجه الحياة الوطنية. وبين ان المشروع الحضاري الإصلاحي الذي تعمل تونس منذ التحول بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي على تجسيمه "لم يكن استنساخا لتجارب الغير بل كان مشروعا وطنيا طموحا منبثقا عن واقع المجتمع وخصوصياته" ويستمد أبعاده الحضارية من موروث البلاد التاريخي ومن مقومات هوية الشعب التونسي العربية الاسلامية. وحلل كاتب الدولة ما شهدته تونس منذ التحول من اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مكنت من قطع اشواط مهمة على درب التنمية الشاملة وبوأت تونس مراتب متقدمة في تقارير المؤسسات الدولية المتخصصة. وأشار السيد عبد الحفيظ الهرقام من جهة اخرى الى الترحيب الواسع الذي تحظى به مقاربات تونس ومبادرات قيادتها على الصعيدين الاقليمي والدولي مبينا أن هذا الترحيب يجسم رصيد الاشعاع الذي يحوزه الفكر الاصلاحي للرئيس زين العابدين بن علي ويترجم اكبار المجتمع الدولي لما حققته تونس من مكاسب وانجازات هامة على الصعيد الداخلي. واستعرض كاتب الدولة المبادرات والتصورات التي تقدمت بها تونس من اجل تفعيل دور جامعة الدول العربية وتكريس نهج التطوير والتحديث في الوطن العربي مضيفا ان القمة العربية التي احتضنتها تونس سنة 2004 مثلت منعرجا مهما في مسيرة العمل العربي المشترك بفضل ما اتخذته من قرارات واعتمدته من وثائق تعزز خطوات الاصلاح الشامل على طريق تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.