القيروان 3 جوان 2009 (وات) تراس السيد عبد الحميد سلامة الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية بعد ظهر الاربعاء اشغال الجزء الثالث من الجلسة العامة الثانية للموءتمر الدولي حول /حوار الحضارات والتنوع الثقافي/ الملتئم بالقيروان. واكد السيد عبدالحميد سلامة انه حان الوقت للرجوع الى الموءسسات الدولية والاقليمية المختصة لتكريس القيم الكونية المشتركة والدفاع عنها باعتبارها القنوات الرسمية التي يمكن ان تجمع جميع البشر والثقافات والحضارات. وشدد على واجب جميع الانظمة السياسية في التركيز على الشباب والمراة باعتبار قابلية هذه الشرائح الاجتماعية للتنوع الثقافي وتاثرها به مشيرا الى اقتراح الرئيس زين العابدين بن علي بجعل سنة 2010 سنة دولية للشباب تحت اشراف الاممالمتحدة. وذكر بتركيز رئيس الدولة لدى اشرافه على الافتتاح الرسمي للموءتمر على الية التربية على ثقافة الحوار والتسامح وحقوق الانسان في المناهج التربوية والتعليمية حتى تترسخ هذه الثقافة في العلاقات البشرية وتصبح قناعة ثابتة في التفكير والسلوك لدى المجتمعات قاطبة وكذلك بدعوة سيادته ان يبادر كل طرف بالبدء بنفسه في تكريس هذا التمشي . ودعا السيد عبد الحميد سلامة المنظمات الاقليمية المختصة الداعمة للتنوع الثقافي الى تشريك الموءسسات الرياضية للمساهمة في نشر قيم الحوار بين الثقافات والحضارات موءكدا ان الالعاب الاولمبية والدورات الرياضية تمثل خير مناسبة لتجسيد هذه الاطروحات. واثر ذلك القى السيد روجي دهيبي المتصرف العام السابق للوكالة الدولية للفرنكفونية ومسير الجلسة كلمة تمهيدية استعرض خلالها الاحداث الدولية الاليمة التي جدت في السنوات الاخيرة والتي اصبحت بموجبها قضية حوار الحضارات تفرض نفسها بالحاح موءكدا انه حان الوقت لمعالجة موضوع الهوة الفاصلة بين الخطاب والممارسة. واستعرض الاستاذ محمد السماك امين عام اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي في لبنان الاليات العملية لتعزيز الحوار وتكريسه داخل المجتمعات واشار الى دعوة الرئيس زين العابدين بن علي جميع الدول المحبة للحق والعدل والسلام الى الاسراع بوضع حد للانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها اليوم التراث الديني والثقافي والتاريخي بالاراضي الفلسطينية المحتلة. ومن جهته تحدث السيد كمال عمران استاذ بالجامعة التونسية وعضو المجلس التنفيذى لليونسكو عن تاريخ تونس الذى يكشف عن قدرة البلاد التونسية على الاخذ والعطاء الحضارى على مر العصور. والح على اهمية التعاون الدولي للنهوض بالحوار الثقافي وتحقيق التضامن والتازر في مواجهة مختلف التحديات التي يفرضها العصر الحديث على غرار التحديات المرتبطة باشكاليات البيئة مبرزا ضرورة تكريس مبدا التنوع الثقافي كمبدا كوني يلتزم به الجميع. وبين الاستاذ موسى داف رئيس لجنة المتابعة لموءتمر المنظمات الفرنكفونية الدولية غير الحكومية موقف هذه المنظمات من قضايا الثقافة وتعدد اللغات معتبرا ان الثقافة نتاج للفكر الانساني ينبغي التعاطي معه بايجابية واستخدامه لما فيه خير البشرية جمعاء. وابرز الاستاذ مراد الزين مدير قطاع التربية بالبنك العالمي الانشطة التي يقوم بها هذا البنك لخدمة الثقافة في العديد من المناطق من منطلق عدم الفصل بين الثقافة والاقتصاد ملاحظا ان الاستثمار في الثقافة يوءدى في كثير من الاحيان الى ايجاد مواطن شغل جديدة والاسهام في عملية التنمية وقال /ان البنك يساهم في بعث مشاريع ثقافية تبرز قيمة التراث العالمي وتساعد على احياء المكونات التراثية والاثرية والمتحفية في عديد البلدان/ ودعا السيد هادى ادانالي مستشار الوزير الاول التركي الى الاستفادة من ظاهرة التنوع الثقافي لتوظيفها في خدمة مصالح الشعوب مضيفا /نحن في حاجة الى موءسسات تركز نشاطها على قيم البشرية الخالدة/. واكد الاستاذ جون تارديف ديبلوماسي سابق وكاتب ان الثقافة هي مسار وليست شيئا جامدا وهي اساس العلاقة التفاعلية بين القطب الاجتماعي والقطب الفردى. واردف ان العولمة لا تنحصر في المجال الاقتصادى بل تتضمن ايضا بعدا ثقافيا ملحا على اهمية انشاء فضاء اعلامي مشترك للترويج للحوار الحضارى والتنوع الثقافي. واختتم هذه الجلسة السيد عبدالعزيز بن عثمان التوجرى المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة بكلمة اوضح فيها ان التعاون الدولي الذى ننشده يجب ان يتمثل في شراكات واسعة لدفع عملية الحوار الحضارى نحو الاهداف الانسانية النبيلة وذلك في اطار الاتفاقيات الاقليمية والدولية المعتمدة. واضاف انه من خلال هذه الشراكات يمكن ان نضع مشاريع مشتركة واليات تنفيذية من خلال التركيز على المناهج التعليمية التي يجب ان تكون متشبعة بقيم الحوار والتسامح وكذلك من خلال البرامج الاعلامية لمزيد نشر هذه القيم وايضا عبر الانشطة الاجتماعية التي تنهض بها موءسسات المجتمع المدني والهيئات الدينية. وقال /ان الموءسسات البنكية والمالية مدعوة بدورها للاسهام في النهوض بالحوار الحضارى والتنوع الثقافي من خلال تمويل برامج تحقق رسالة التعاون والتضامن والاخاء/