تونس 30 سبتمبر 2009 (وات) أكد السيد زهير المظفر الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية أن المواطنة لا يمكن لها أن تنمو الا في مجتمع ديمقراطي تعددى كما أنها لا تزدهر الا في ظل الحرية ودولة القانون. وأوضح السيد زهير المظفر لدى اختتامه ظهر اليوم الاربعاء بضفاف البحيرة بالعاصمة الندوة السنوية الاولى حول /المواطنة اليوم والقيم الجمهورية/ التي تنظمها مجلة /روءى/ أن المواطنة في مفهومها العميق هي ممارسة فعلية ومشاركة في الشأن العام. وأضاف أن بيان السابع من نوفمبر جاء ليؤكد أن الشعب التونسي بلغ من الوعي والنضج ما يسمح لكل أبنائه وفئاته بالمشاركة البناءة في تصريف شوءونه في ظل نظام جمهورى يولي الموءسسات مكانتها ويوفر أسباب الديمقراطية المسوءولة وعلى أساس سيادة الشعب. كما ذكر بمختلف الاصلاحات الدستورية والسياسية التي أسهمت في ترسيخ سيادة الشعب من ذلك اقرار الاستفتاء الدستورى وتوسيع مجال الاستفتاء التشريعي والتخفيض في سن الانتتخاب من 20 الى 18 سنة وفي سن الترشح الى مجلس النواب من 25 الى 23 سنة فضلا عن اقرار نظام التسجيل الدائم بالقائمات الانتخابية وتمكين التونسيين بالخارج من المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية واعتماد الاستشارة كرافد من روافد الحكم. واستعرض الوزير المعتمد لدى الوزير الاول المكلف بالوظيفة العمومية والتنمية الادارية دلالات تزامن طرح موضوع قيم المواطنة والجمهورية مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية المحطة البارزة في ترسيخ هذه القيم التي أعاد لها التغيير الاعتبار بوضع حد للرئاسة مدى الحياة والخلافة الالية. كما أشار الى أن بروز مفهوم المواطنة في تونس يرجع الى غرة جوان 1959 تاريخ صدور الدستور التونسي الذى يعلن في الفصل السادس منه أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وأمام القانون. وبعد أن شرح المفهوم الجديد للمواطنة المعروف بالمواطنة الاجتماعية والذى تبلور مع تحول السابع من نوفمبر 1987 تطرق السيد زهير المظفر الى أبرز مظاهر هذه المواطنة المتمثلة اساسا في تكريس قيم التضامن في الدستور وتحقيق العدالة الاجتماعية وجعل المواطن يشعر انه ينتمي الى وطن يحميه من الفقر والخصاصة وتتكافا فيه الفرص. ودعا النخب الى الاضطلاع بدورها الاساسي في نشر ثقافة المواطنة من خلال تنظيم الندوات والملتقيات ومنابر الحوار مشددا على مسوءولية المدرسة والعائلة في تربية الناشئة على قيم المواطنة وخاصة قيم التمدن والتحضر وأداء الواجب واحترام القانون والتخلي عن كل المظاهر المشينة بالسلوك القويم. وكانت أشغال هذه الندوة تواصلت اليوم في اطار جلستين خلال الفترة الصباحية وتضمنت مداخلات قيمة لثلة من أهل الفكر والناشطين في الحقلين السياسي والثقافي.