تونس 4 أكتوبر 2009 (وات) - تحتفل تونس يوم الاثنين 5 اكتوبر 2009 مع سائر الدول العربية ومختلف دول العالم باليوم العربي واليوم العالمى للاسكان الذى ينتظم في بعده العربي تحت شعار "السكن الملائم للبيئة حق للجميع" وفي بعده العالمى تحت شعار "التخطيط لمستقبلنا الحضرى" . وتحرص تونس على تعزيز مكاسبها الوطنية في مجال السكن واستشراف المستقبل في ظل توجهات جديدة تستهدف بناء مستديما يحترم البيئة ونسيجا عمرانيا متوازنا يساهم في تحقيق جودة الحياة للمتساكنين. وقد تم لهذا الغرض اعتماد سياسات وتوجهات ولاسيما منها المشاريع التى تضمنها البرنامج الرئاسي لتونس الغد 2004/2009 والتى تهدف الى تحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستديمة قوامها توفير السكن اللائق ومقومات العيش الكريم للمواطن وتهيئة الظروف الملائمة لانتصاب وتعاطى مختلف الانشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع مراعاة ما يقتضيه الوسط البيئى من محافظة على اسباب العيش وحفظ حقوق الاجيال القادمة. الحرص على تامين بيئة سليمة تؤسس لتنمية مستديمة ويبرز هذا التمشي بجلاء في المحاور التي اوردها البرنامج في المجال ومن اهمها الاستعمال الامثل للفضاء الترابى بحيث يستجيب لمقتضيات التنمية المستديمة والاستغلال الامثل والرشيد للموراد المائية وللطاقة وملائمة الانشطة الاقتصادية مع مقتضيات حماية البيئة اضافة الى وضع خطة عمرانية بافاق جديدة وتهيئة حديثة للمدن تعتمد دراسات استشارفية معمقة توفق بين مقومات الهوية والاصالة ومتطلبات الحداثة. كما تحرص هذه الخطة على تامين بيئة سليمة تؤسس لتنمية مستديمة من خلال توفير ادوات فنية تتمثل في تخطيط التراب الوطنى واعداد الامثلة التوجيهية ل 19 منطقة عمرانية كبرى لتعتمد كمراجع اساسية عند اعداد مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وافراد امثلة عمرانية للتجمعات العمرانية الى جانب ادراج مقتضيات تشريعية بمجلة التهيئة الترابية والتعمير تجعل من البعد البيئى عنصرا اساسيا في مستوى التهيئة الترابية والعمرانية اضافة الى بلوغ نسبة المساحات الخضراء بالوسط الحضرى خلال موسم 2007 /2008 حوالى 37ر15 م2 لكل ساكن وبذلك فاقت نسبة التشجير 15 م2 لكل ساكن ب 180 بلدية. كما تعتمد هذه الخطة الوقاية من التلوث في الوسط الحضرى عبر تواصل تحسين نسبة الربط بالشبكة العمومية للتطهير التي ارتفعت الى 89 بالمائة والزيادة في عدد محطات التطهير لتبلغ 113 محطة في سنة 2009 وتطوير طاقة معالجة النفايات المنزلية والمشابهة لتبلغ 85 بالمائة سنة 2009 فضلا عن انجاز شبكة وطنية لمتابعة نوعية الهواء بالوسط الحضرى تشمل 15 محطة ثابتة ومحطة واحدة متنقلة وتدعيمها بتركيز تجهيزات متابعة الاوزون في اطار التعاون الدولي وانجاز دراسات حول الخصوصيات المعمارية بمختلف جهات البلاد. نحو السيطرة على ظاهرة السكن العشوائى وتوفير سكن بيئى مستديم وبهدف ضمان اوفر الظروف لحياة قوامها العيش في محيط سليم سعت السلطات على مختلف المستويات الى السيطرة على ظاهرة السكن العشوائى او غير المنظم باعتباره يخل بالنظم البيئية والعمرانية على حد السواء من خلال ما يتسبب فيه من استغلال عشوائى للاراضي الفلاحية وما ينجر عنه من انتصاب غير مدروس للصناعات الحرفية الملوثة للهواء والماء. وبالتوازى مع ذلك عملت الدولة على تحسين ظروف عيش كل الفئات الاجتماعية وتوفير سكن بيئى مستديم تراعى فيه كل الخصوصيات العمرانية والاجتماعية والاقتصادية. ومن الامثلة البارزة في هذا المضمار البرنامج الرئاسى للاحاطة بالاحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى الذى انطلق سنة 2007 بمبادرة من رئيس الجمهورية. ويشمل هذا البرنامج بالنسبة للفترة 2007/ 2009 حوالي 26 حيا يقيم بها 166 الف ساكن. ومن ميزات التدخلات التي يتضمنها البرنامج انها تجمع بين البنية الاساسية وتحسين ظروف العيش وتوفير المرافق الجماعية من جهة والتشجيع على تنمية الانشطة الاقتصادية وبعث موارد الرزق عن طريق احداث مناطق حرفية وتسهيل الانتفاع بالقروض الصغيرة من جهة اخرى. وقد ادى نجاح هذا البرنامج الى الاعلان عن برنامج اضافى للفترة الممتدة بين 2009 و2012 يشمل 56 حيا يقطنها 200 الف ساكن. وتتاكد اهمية تعزيز المكاسب التي توصلت اليها تونس في مجال السكن بصفة عامة من خلال مواكبة التوجهات المستقبلية التي تعتمد مبدا التنمية المستديمة المحترمة للبيئة ونظرا لما يتميز به قطاع البناء والتشييد من استهلاك مرتفع للطاقة ومن استعمال للموارد الاولية الطبيعية. ولهذا الغرض فانه يتعين على كل العاملين في مجال البناء والتشييد الى التعامل مع البيئة بشكل اكثر توازنا كما ان المخططين والمعماريين والمصممين مدعوين الى البحث عن البدائل المناسبة على مستوى