تونس 17 أكتوبر 2009 (وات) افتتحت مساء السبت بضاحية قمرت أشغال المؤتمر الثالث والجلسة العامة 33 للمؤتمر الدولي للموسيقى التي تتواصل الى غاية 22 اكتوبر وذلك بحضور السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث والسيد ريتشارد لاتس رئيس المجلس الدولي للموسيقى وثلة من اهل الثقافة والفن من افريقيا وامريكا الشمالية والجنوبية واسيا واستراليا واوروبا. وفي مستهل هذا اللقاء نوه السيد ريتشارد لاتس بالعناية التي توليها تونس للثقافة بصفة عامة وللتربية الموسيقية بصفة خاصة كما قدم لمحة عن أنشطة المجلس الدولي للموسيقى. واستعرض بعض محاور المؤتمر الحالي للمجلس وثمن من جهة اخرى مشاركة وفود شبابية موسيقية من عدة بلدان لاول مرة في هذا المؤتمر مشيرا الى انه سيتم بالمناسبة اسناد /جوائز المجلس الدولي للموسيقى الخاصة بتنمية الحقوق الموسيقية/. ولدى اشرافه على افتتاح هذا اللقاء عبر السيد عبد الرؤوف الباسطي عن الشرف الذى نال تونس /ارض قرطاج والجم ودقة والقيروان وارض الحوار/ باحتضان اعمال المنتدى العالمي الثالث للموسيقى والجلسة العامة الثالثة والثلاثين للمجلس الدولي للموسيقى معربا عن جزيل الشكر الى المجلس الدولي الموسيقي على اختيار تونس موئلا لتنظيم هذا اللقاء الفكري و الفني الهام وخص بالشكر رئيس المجلس الدكتور ريتشارد لاتس مشيرا الى ان هذا الاختيار يترجم عن تقدير لمسيرة بلدنا الصاعد بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي. وأضاف ان تونس ما انفكت تسعى وتثابر في الدفاع عن التنوع الثقافي وحق الاختلاف وفي اشاعة ثقافة الحوار بين الحضارات والاديان ومد جسور المثاقفة المتكافئة القائمة على الاحترام المتبادل. وأكد ان ما تحظى به تونس من تقدير في اوساط المؤسسات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما صدر عن هذه المؤسسات والمنظمات التي تتابع باهتمام المسيرة التنموية التونسية من شهادات تنويه في شأن هذه المسيرة انما يعود بالاساس الى كونها مسيرة تقوم على التلازم بين البعدين الاقتصادى والاجتماعي. كما ابرز عناية بلادنا بالابداع ملاحظا ان الابداع يمثل حاجة حيوية بالنسبة الى الانسان لانه وسيلته للتعبير ولتحقيق الذات ولاكتمال انسانيته لذلك اعتبر الرئيس زين العابدين بن علي الثقافة محركا اساسيا من محركات التنمية المستدامة في مشروعه الحضارى وبوأ المثقف والمبدع مكانة الشريك الاساسي في تمشيه الاصلاحي وفي تطوير نسيج المجتمع المدني وفي ارساء مجتمع ديمقراطي معتز بجذوره وبموروثه بقدر ماهو متحفز للانخراط في مسار الحداثة. وأضاف الوزير انه من منطلق هذه الاختيارات الجوهرية بذلت في تونس خلال العقدين الماضيين جهود سخية لانشاء دور الثقافة والمراكز الثقافية المرجعية ومدارس الموسيقى ولبعث المهرجانات وتطويرها وشملت هذه الجهود كل المدن والجهات دون استثناء وتعمقت اللامركزية وتوسع حيز مشاركة الشاب والمراة. وتعتبر هذه الجهود ثمرة ارادة سياسية تروم جعل الثقافة عامل نهوض وتسعى الى التحسيس باهمية الدور الذى يضطلع به الفن في تحقيق المواطنة المسؤولة مواطنة تستقطب الجمال وتعانق الشاعرية وتطمح باستمرار الى اعادة تشكيل الواقع بما يجعله ابدع وارقى. وأفاد ان للموسيقى دورا خطيرا في ابداع هذا الضرب من ضروب المواطنة المنشودة بما يتيحه هذا الفن الجميل من فرص تهذيب الذوق وارهاف الحس واذكاء الشعور بالجمال والسمو بالملكات وتحقيق التوازن النفسي والفكرى وهو الى ذلك فن يسهم في تيسير التواصل بين الافراد والجماعات والامم وفي اشاعة قيم التسامح والتفاهم وفي احلال روح السلام بين الشعوب. وأردف ان الانسانية في حاجة الى هذه الروح في عصر تواجه فيه تحديات جمة بسبب تيارات التطرف والظلامية ودعوات التسلط والصدام بين الحضارات وما خلفته من كراهية وحقد وبسبب القوالب الاستهلاكية التي افرزتها العولمة وباتت تهدد بطمس الخصوصيات وتسطيح الحضارة الكونية وتنميطها. وبين الوزير ان قطاع الموسيقى يحظى بعناية فائقة في تونس فقد شهد الموسم الثقافي 2006-2007 تنظيم استشارة وطنية حول قطاع الموسيقى تعددت في اطارها اللقاءات والندوات وتم فيها دراسة سبل مزيد النهوض بهذا القطاع في مجال تطوير التعليم الموسيقى وفي مجال دعم الابداع الموسيقي الجديد وتسهيل انتشاره فضلا عن تفعيل دور المؤسسات المرجعية التي تعنى بجمع التراث الموسيقي الوطني وحفظه وترقيمه الى جانب تعزيز حضور الابداع الموسيقي التونسي ضمن المهرجانات الوطنية والمهرجانات الدولية خارج الوطن وتطوير التشريعات لحفظ حقوق المبدعين الادبية والمادية. كما اشار الى الاستعداد لافتتاح مدينة الثقافة وهي مشروع القرن الحادى والعشرين الذى اذن رئيس الدولة بانجازه ليكون قطبا مشعا ومركزا لتنمية الفنون الموسيقية وفنون الفرجة ولتبادل التجارب والخبرات. ونوه بالمواضيع المطروحة على بساط الدرس في المنتدى الدولي للموسيقى قائلا /ان ما جاء في وثائق عمل المنتدى من فرضيات وتساؤلات يمثل اضاءات اضافية حول واجب تحميل الموسيقى مسؤولية النهوض بدور اساسي ازاء البشرية اليوم وهو دور حماية الشامل التاليفي دون التخلي عن الخصوصية وحق الاختلاف ودور احياء الذاكرة دون الاخلال بواجب الانفتاح وضرورات التجدد في العناصر الناقلة للابداع والضامنة للتواصل/.