تونس 22 اكتوبر 2009 (وات) عقد مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية يوم الخميس بتونس ندوة صحفية خصصت لتقديم تقرير اقتصاد المعلومات لعام 2009 والذى تم الاعلان عن محتواه انطلاقا من مجموعة من عواصم ومدن وهي بالخصوص نيويوركالولاياتالمتحدةالامريكية ومانشيستر بريطانيا وهيلسينكي فنلندا وبانكوك تايلندا وتونس. ويتضمن تقرير مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية عديد الموشرات والمعلومات حول مختلف بلدان العالم حيث أشار التقرير على سبيل المثال أن تونس من بين الاقتصاديات في افريقيا الاكثر ديناميكية في مجال توظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال. وأوضح الدكتور محمد بالحوسين المنسق المقيم لمنظمة الاممالمتحدةبتونس والممثل المقيم لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي في كلمة تقديمية للندوة الصحفية ما يتسم به تقرير موتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية من دقة وأهمية حيث رصد واقع تكنولوجيات المعلومات والاتصال في العالم والتوجهات المستقبلية في هذا المجال مبرزا أن اختيار تونس لتقديم التقرير يمثل اعترافا دوليا بالمستوى الرفيع الذى بلغته تكنولونجيات الاتصال في تونس ونتيجة جهودها الدووبة للحد من الفجوة الرقمية وارساء مجتمع المعلومات. ولدى تقديمه للتقرير بين السيد المنجي حمدى مدير العلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيات المعلومات والاتصال وممثل الامين العام لمؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية التطورات الايجابية التي حققتها مختلف بلدان العالم في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال والفرص الرحبة التي توفرها لتنمية اقتصادياتها مبرزا أنه رغم هذه المجهودات تظل الفجوة الرقمية التحدى الاهم أمام استحثاث نسق التنمية وأن التفاوت بين البلدان على مستوى الربط بالانترنات ذات التدفق العالي أصبح عائقا كبيرا أمام المؤسسات في عديد البلدان الاقل تقدما بالخصوص. وأشار ممثل مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية أن العالم أصبح مرتبطا بشبكات الاتصال أكثر من أى وقت مضى ملاحظا أن الفئات الاجتماعية في العالم أصبح بامكانها اليوم الارتباط بشبكات الهاتف الجوال بسرعة كبيرة اذ بلغ عدد المشتركين 4 مليار مستعمل سنة 2008 مقابل 4ر1 مليار مشترك فقط سنة 2003 . وان هذا التطور الذى شهده الهاتف الجوال راجع الى الاهمية الكبيرة التي يمثلها في مجال الاستثمار الاعمال على غرار الاستعمالات المتصلة بالتحويلات البنكية والاسواق الفلاحية الحصول على المعلومات حول الاحوال المناخية... ومن جهة أخرى أبرز التقرير أن عديد البلدان الصاعدة في العالم تتقدم بنسق أسرع من غيرها على مستوى النهوض بتكنولوجيات المعلومات والاتصال. وهو ما جعل الفوارق مجحفة في مجال الربط بشبكة الانترنات ذات التدفق العالي خاصة مع الارتباط الوثيق بين مستوى الربط بالتدفق العالي ونمو الناتج المحلي الاجمالي ذلك أن أغلب بلدان القارة الافريقية تعتبر أقل حظا من بقية المناطق في هذا المجال. واشار الى أن أغلب البلدان الصاعدة سجلت مستوى نفاذ الى شبكة الانترنات 10 مرات أكثر من البلدان الافريقية الاقل نموا. كما توجد أيضا فجوة على مستوى تعريفات التدفق العالي ذلك أن كلفة استعمال الانترنات ذات التدفق العالي هي الارفع في البلدان الاقل تقدما وتتجاوز التعريفات في الغالب 100 دولار شهريا ويبلغ النفاذ الشهرى لخدمات السعة العالية معدل 130 دولار في بوركينا فاسو وافريقيا الوسطى وسوازيلندا بينما لا ينفق المشتركون بنفس الخدمات في مصر وتونس سوى 20 دولارا فحسب. وفي معرض بيانه لترتيب تونس في تقرير مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية أبرز السيد المنجي حمدى المرتبة المتقدمة التي تحتلها تونس من بين البلدان المتقدمة والصاعدة بالخصوص. وقد بين التقرير في هذا السياق أن تونس حققت نسق سريع في مجال النفاذ الى شبكة الهاتف الجوال حيث بلغ عدد المشتركين 57ر8 سنة 2008 بمعدل نمو سنوى 35 في المائة على امتداد الفترة 2003/ 2008 وبلغت نسبة الكثافة الهاتفية 85 خط لكل 100 ساكن وهي من أعلى النسب على مستوى البلدان الصاعدة في اسيا وافريقيا وأمريكا الجنوبية. أما على مستوى النفاذ واستعمال شبكة الانترنات بين ممثل مؤتمر الاممالمتحدة للتجارة والتنمية أن تونس شهدت تطورات هي الاكبر على المستوى الافريقي خلال الفترة 2003-2008 حيث تحتل صدارة البلدان الافريقية والعربية في هذا المجال اذ بلغ عدد مستعملي شبكة الانترنات 8ر2 مليون خلال سنة 2008 أى ما يمثل نسبة 8ر26 في المائة من السكان. كما بلغ عدد المشتركين في الانترنات ذات التدفق العالي 230000 سنة 2008 وهو ما يمثل 8ر2 في المائة من السكان. كما اشار التقرير الى الاجراءات التي اتخذتها تونس لتطوير الربط من خلال التشجيع على الحصول على حواسيب على غرار البرنامج الرئاسي للحاسوب العائلي حيث بلغ أسطول الحواسيب 1ر1 مليون حاسوب في سنة 2008. وفي مجال تصدير الخدمات الاعلامية واقتصاد المعرفة اشار السيد المنجي حمدى الى أن تونس حققت مستوى تصدير عالي جدا للخدمات الاعلامية والخدمات المعتمدة على التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال سنة 2007 بمبلغ 572 مليون دولار. وحسب المعطيات المتوفرة فان السنوات القادمة ستشهد نسق أسرع في هذا المجال من خلال انجاز سلسلة من الاقطاب التكنولوجية على غرار قطب الغزالة لتكنولوجيات الاتصال بفضل الارادة السياسية القوية للرئيس زين العابدين بن علي لجعل تكنولوجيات الاتصال مساندا كبيرا للنمو الاقتصادى والاجتماعي في تونس وجعل تونس قطبا عالميا للاسناد الخارجي في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصال. واكد السيد الحاج قلاعي وزير تكنولوجيات الاتصال بالمناسبة أن النتائج الايجابية التي تحققت في تونس ستتعزز بفضل الاهداف الطموحة التي رسمها البرنامج الانتخابي الرائد للرئيس زين العابدين بن علي خلال الفترة 2009-2014 المتصلة بقطاع تكنولوجيات الاتصال بما يسهم في التحاق بلادنا الى مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال ويعزز مسار التنمية الاقتصادية وبعث المؤسسات والنهوض بالتشغيل. وأشار الى أن الطموحات الكبيرة الواردة ضمن البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس في هذا المجال تبرز من خلال بلوغ مليون مشترك جديد بالانترنات ذات التدفق العالي بالاضافة الى توفير خدمات الانترنات ذات التدفق العالي عبر الهاتف الجوال من الاجيال الجديدة والقيام بالمضاعفة ب6 مرات لطاقة الربط الدولية لتونس بشبكة الانترنات. وأضاف السيد الحاج قلاعي أن البرنامج الانتخابي الرئاسي يفتح افاقا جديدة كما يبرز ذلك من خلال توفير فرصة رقمية أمام الاسرة التونسية واحداث وكالة وطنية للنهوض بالاستثمار في الاقتصاد الرقمي بما يسهم في استحثاث نسق بعث المشاريع والاحاطة بالاقطاب التكنولوجية ومراكز العمل عن بعد والاحاطة بالباعثين في المجالات المجددة.