صفاقس 6 نوفمبر 2009 (وات) - أشرف السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزى التونسى اليوم الجمعة بصفاقس على ندوة فكرية حول النقطة الثانية عشرة من البرنامج الانتخابى الرئاسى 2009/2014 بعنوان /تونس قطب للخدمات المصرفية وساحة مالية اقليمية/ حضرها عدد هام من رجال الاعمال وممثلى الجهاز المصرفى بالجهة. وبين السيد توفيق بكار بالمناسبة ان النقطة 12 من البرنامج الانتخابى تعكس مراهنة رئيس الدولة على القطاع المصرفى فى احداث القيمة المضافة العالية وفى القيام بدوره كدرع واق للاقتصاد الوطنى فى مجابهة التقلبات واكد ان هذا المحور يكتسى اهمية استراتيجية باعتباره يؤسس لاربعة اصلاحات جوهرية تتمثل فى تعزيز الاسس المالية للقطاع المصرفى وتحسين خدماته واعادة هيكلته فضلا عن استكمال عملية التحرير الكامل للدينار. وابرز ضرورة العمل على ارساء منظومة بنكية فى خدمة التنمية وتحسين قدرات البنوك على تقييم المشاريع خاصة فى القطاعات الواعدة واحكام ادارة المخاطر لبلوغ هدف الرفع من نسبة مساهمة الخدمات المصرفية فى الناتج الداخلى الخام الى 5 بالمائة مع موفى 2014 مقابل 3 بالمائة حاليا/. وبين ان بلوغ جودة ارفع للخدمات البنكية يمر حتما عبر العمل على تعزيز ميثاق جودة العمليات المصرفية وتعميم خدمات البنك عن بعد والدخول فى مرحلة متقدمة فى مجال النقديات الالكترونية والتى ستبلغ 40 مليون عملية في موفى 2009 مقابل 4 ملايين سنة 2004. ولاحظ ان هذا التمشى يستوجب تعزيز الاسس المالية للقطاع خاصة بالنزول بنسبة الديون المصنفة الى ما دون 7 بالمائة سنة 2014 مع الترفيع فى راس المال الادنى للبنوك على ان لا يقل عن 100 مليون دينار. واكد محافظ البنك المركزى ان احداث قطب بنكى عمومى /تونس القابضة/فى شكل شركة تضم البنوك العمومية وتشجيع البنوك الخاصة على النسج على نفس المنوال اضافة الى احداث قطب مالى متخصص فى تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة يجمع بين بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة والشركة التونسية للضمان فى شكل قابضة تعد قرارات رائدة فى سبيل تعزيز هيكلة القطاع المصرفى التونسى وتابع ان تطلع تونس لبلوغ مرتبة الساحة المالية الاقليمية تم الاعداد له من خلال اصدار اطار قانونى متمثل فى /مجلة مسدى الخدمات لغير المقيمين/ اضافة الى تجسيم هذا التوجه عبر احداث مشروع مرفى تونس المالى. وبين السيد توفيق بكار البعد الاستراتيجى لانشاء مصرف تونس الخارجى الذى سينطلق من نواة موجودة بفرنسا هى الاتحاد التونسى للبنوك عبر اعادة النظر فى هيكلته ومضاعفة راس ماله فى مرة اولى تم استقطاب شريك اجنبى وانفتاح هذه المؤسسة على عواصم اوروبية اخرى الى جانب باريس فى كل من ايطاليا والمانيا وانجلترا. واشار من جهة اخرى الى ان هدف التحرير الكامل للدينار قبل موفى سنة 2014 هو هدف استراتيجى جديد للقطاع مبينا ان تونس قطعت اشواطا هامة حيث اصبحت جل العمليات المرتبطة بنشاط المؤسسة التونسية مع الخارج حرة وتطورت السياسات النقدية واكتسب الاقتصاد الوطنى قدرات اكبر للتفاعل مع الاوضاع الخارجية. واستعرض كذلك الاجراءات المتعلقة بالجباية والتصرف فى الميزانية وكيفية احكام توظيفها واوضح الجوانب الاستراتيجية للقرارات المتعلقة بمراجعة المنظومة الجبائية والمتمثلة فى التقليص من العبء الجبائى على الموسسة المنتجة ومراجعة صيغ استرجاع فائض الاداء على القيمة المضافة واجراءاته بغاية توضيحها وتبسيطها وتسريع نسق معالجة الملفات حفاظا على السيولة المالية للمؤسسات. واكد ان احداث صندوق الودائع والضمانات حسب المواصفات المتعارف عليها عالميا سيوفر الية هامة لاحكام التصرف فى موارد الدولة بتوظيفها عبر السوق المالية خاصة بما يؤمن المردودية ويضمن تنشيط هذه السوق اضافة الى القيام باستثمارات استراتيجية طويلة المدى فى مجال التكنولوجيات الحديثة والبنية الاساسية والمشاريع الكبرى وتطوير راس المال المخاطر والمؤسسات الصغرى والمتوسطة. واضاف ان احداث /وكالة تونس للخزينة/ والتى ستتولى الاشراف على اصدارات الخزينة اضافة الى التصرف الديناميكى فى الدين العمومى واحكام التصرف فى سيولة الدولة ستمثل اضافة نوعية وهامة فى الجانب الاقتصادى والمالى للبرنامج. وكان السيد توفيق بكار دشن الفرع الجديد للبنك الوطنى الفلاحى بساقية الزيت وفرع الاتحاد الدولى للبنوك بعمارة راكس بصفاقسالمدينة الذين تم احداثهما فى اطار تقريب الخدمات المصرفية من المواطن وتعميم وسائل الدفع الالكترونى. كما زار فرع الاتحاد الدولى للبنوك بمنطقة اريانة بطريق تونس الذى شهد فى الفترة الاخيرة عملية تاهيل واسعة علما وان هذا الفرع هو الحادى عشر لهذه المؤسسة البنكية بولاية صفاقس التى تستاثر بحوالى 15 بالمائة من مجمل العمليات البنكية بالجهة.