تونس 21 نوفمبر 2009 (وات) تعد النواصر من بين المعجنات التي تميز المطبخ التونسي منذ مئات السنين والتي ارتبطت بالحضارة التونسية العريقة. وتتمثل اهم مكوناتها في السميد الدقيق الذى يضاف اليه الماء والملح ثم تمدد الى ورقة رقيقة وتقص الى مربعات تجفف في اشعة الشمس. ويؤكد السيد عبد الستار عمامو مؤرخ ورئيس المصلحة الثقافية في بلدية تونس ان النواصر تنتشر خاصة في المناطق الشمالية للبلاد التونسية واصبحت اليوم تتواجد تدريجيا في الوسط والجنوب. ويرجع تاريخ ظهورها الى العهد الحفصي 1228-1574 وهي من اهم مكونات العولة في البيت التونسي مثل الكسكسي والمحمص والحلالم والتوابل وغيرها. ويرجح المؤرخ التونسي الذى شارك في فضاء المطبخ الذى ينتظم على هامش الدورة العاشرة للفلاحة والمعدات الغذائية ان يكون اسم النواصر قد استمدته المراة التونسية في العهد الحفصي من الدينار الناصرى الذى صك في تلك الفترة وكان مربع الشكل وذهبي اللون. واضاف ان النواصر عند تجفيفها في الشمس تكتسب لونا ذهبيا بما يجعلها تشبه الدينار الناصرى. وعند جمعها تحدث رنينا يشبه رنين قطع الدينارات ومن ذلك جاء اسم النواصر. وتطبخ النواصر بالبخار وتصاحبها صلصة طماطم تكون خفيفة حتى تحافظ على لونها الذهبي.وتحضر بجميع اللحوم القديد والدجاج ولحم الخروف وغيرها غير ان الاشهى منها والتي يفضلها جميع التونسيين فهي بالعصبان . ويؤكد انه يمكن اعتبار النواصر اكلة وطنية باعتبارها فريدة من نوعها ولا توجد الا في تونس على عكس الكسكسي الذى ينتشر في عديد المناطق ولا سيما في المغرب العربي وجنوب ايطاليا حيث يعتبر الكسكسي الاكلة الوطنية في نوفا طبرقة في جزيرة صقلية. ودعا المؤرخ الى اهمية الرجوع الى الاكلات التونسية الاصيلة التي تتميز بخصائصها الصحية وتوازنها لاحتوائها على مختلف العناصر الغذائية وخاصة العجين واللحوم والخضر.