راهنت الدورة الثانية والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي في اختتامها على الفنانة "يسرى المحنوش"، وقوبل هذا الاختيار بردود فعل مختلفة بين مرحب بهذه الخطوة دعما للأصوات التونسية الشابة، وبين منتقد لها باعتبار أن يسرى لا تملك الرصيد الذي يسمح لها بتأمين سهرة كاملة في اختتام مهرجان عريق مثل قرطاج الدولي... ولكن يسرى المحنوش التي بدأت الغناء وهي طفلة، وتربت في المسارح، ولفتت الأنظار بطاقتها الصوتية الكبيرة وإحساسها العالي كسبت الرهان إذ نجحت في استقطاب جمهور كبير العدد نأى بحمله المسرح الأثري بقرطاج في اختتام الدورة الثانية والخمسين من مهرجان قرطاج الدولي ليلة السبت 20 أوت الجاري. جمهور متنوع، محب للطرب، جاء ليستمتع بصوت نادر يغني الطرب بالكثير من التمكن، وبتفاعله الجميل حرك هذا الجمهور الاستثنائي ملكة السلطنة في "يسرى المحنوش" التي قدمت أجمل ما عندها وهي بذكائها تدرك أن هذه السهرة ستكون مفصلية في مسيرتها، ومعها ستثبت وجودها أكثر فأكثر في الساحة الموسيقية العربية لذلك فعلت كل ما في وسعها لتخطي اختبار قرطاج بتفوق في تمام العاشرة وخمس عشرة دقيقة أطلت يسرى المحنوش وهي تشدو "يا تونس دمت غالية" الأغنية التي يعرفها الجمهور جيدا بصوت والدتها الفنانة المعتزلة "هازار"، ثم رحبت بالجمهور الذي كان واضحا أنه أربكها بحضوره بتلك الأعداد الكبيرة وحرارة استقباله لها. نوعت يسرى محنوش في برنامجها الغنائي بين إنتاجاتها الخاصة وبعض الأغاني المعروفة بأصوات أخرى، غنت بلهجات موسيقية مختلفة: الإيقاعات التونسية، الطرب، الرومانسي، الإيقاعات العراقية، وغيرها، واقترحت على جمهورها أغان جديدة وأخرى تؤديها للمرة الأولى بصوتها مثل "عاش الشهيد" وهي عبارة عن كلمات كتبها الشهيد "محمد إسلام الزواري" أياما قبل رحيله وقامت بتلحينها "يسرى" مدمجة في قافيتها جزء من النشيد الوطني التونسي، وغنت لأم كلثوم مقطعا من "غلبت أصالح روحي"، وغنت لوردة "في يوم وليلة"، ولسعاد محمد "أوعدك" وللسيدة فيروز "من عز النوم تسرقني"، وغنت أيضا من كلمات والدها الشاعر الحبيب المحنوش وتلحين "سليم دمق" أغنية "سلطان زماني" غنت "يسرى المحنوش" أيضا من إنتاجها الخاص "واسكت بس"، "شفتوش خديجة"، "فاكراك" وغيرها من الإنتاجات. ولأنها مدينة للفنان "كاظم الساهر" بالكثير وهو الذي دعمها بقوة في برنامج "ذو فويس" ولا يفوت أي فرصة للحديث عنها ومدح خطواتها الثابتة وإمكانياتها الصوتية الكبيرة لم تنس "يسرى المحنوش" توجيه التحية للحاضرين من جمهورها العراقي وللقيصر "كاظم الساهر" الذي غنت له "عيد وحب" فاهتزت المدارج مع الإيقاعات العراقية. واستضافت يسرى في سهرة اختتام الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي أحد الأصوات التونسية الشابة وهو "نسيم الرايس" الذي شاركها الغناء وهو خريج برنامج "ستار أكاديمي" أرادت "المحنوش" بهذه الحركة اللطيفة توجيه التحية إلى جمهوره الذي عبر عن رغبته في رؤيته على المسارح في مواقع التواصل الاجتماعي سهرة اختتام الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي كانت طربية بامتياز، تمايل فيها الجمهور انتشاء، وسلطنت يسرى المحنوش لتكتب فصلا مهما في مسيرتها.
