كشفت مصادر إعلامية أنّ السلطات الجزائرية بدأت الاستعداد للتصدي لتبعات الهجمات الأمريكية على ليبيا، من خلال الشروع في إنجاز الساتر الترابي على مستوى الحدود الجزائرية-التونسية-الليبية، في إجراء أمني جديد هدفه مراقبة المنطقة عن كثب، خاصة أنّ هذه الأخيرة تُعد النقطة الأقرب إلى التراب الليبي الذي ينشط تنظيم داعش الإرهابي داخل أراضيه. وأضافت ذات المصادر بأنّ الشطر الأول من الساتر الترابي العازل الموجود بالضبط بولاية الوادي الحدودية مع دولة تونس، ويبلغ طوله نحو 370 كلم، ويصل إلى غاية منطقة تطاوين الواقعة جنوب شرق تونس، ويعلو الجدارَ ستارٌ شائك على خندق يصبّ عمقه إلى 3 متر، وسيسد الجدار جلّ الحدود مع ليبيا، انطلاقًا من ولاية إليزي إلى غاية النقطة الثلاثية بين الجزائروتونس وليبيا. كما يتشكل هذا الساتر الترابي من خندق عميق وجبل رملي عالٍ، جرى تثبيته بوسائل مختلفة، ومن شأن استكماله أن يسمح بالمراقبة المستمرة للحدود المشتركة بين البلدين، خاصة أن المنطقة تُعدّ الأقرب إلى التراب الليبي الذي يُعدّ أكبر مصدر لتهريب الأسلحة في المنطقة عبر تونس. ولعلّ أبرز تلك العمليات هي تلك التي تمكنت خلالها القوات المسلحة من استرجاع صواريخ ستينغر الأميركية، إضافة إلى كمية ضخمة من الأسلحة في الوادي. وتعوّل السلطات الأمنية من خلال بناء هذا الساتر الترابي العازل على منع تسلل عناصر داعش الموجودة بليبيا الهاربة من نيران ضربات الطائرات العسكرية الأمريكية، باعتبار أنّ الوجهة الأولى لهذه المجموعات الإرهابية ستكون الأراضي الجزائرية، نظرا لشساعة الحدود التي تربطنا مع ليبيا. وإلى جانب هذا، سيلعب الساتر الترابي دورا كبيرا في تقويض عمليات التهريب على حدودنا، خاصة بالنسبة للمواد البترولية والغذائية وغيرها من المواد المهربة التي تُسوق في كل من تونس وليبيا. وتعمل المصالح الأمنية على تأمين الحدود الشرقية مع تونسوالجنوبية مع ليبيا، من خلال إقرار الكثير من الإجراءات الأمنية، مع تدعيم الوجود الأمني بهذه النقاط، ناهيك عن تكثيف التنسيق الاستخباراتي مع ليبيا وتونس، لمعرفة تطور الوضع الميداني على الأرض في ليبيا، لمواجهة تنظيم داعش . أما بخصوص تونس، فإن التنسيق قائم بموجب اتفاقات دفاعية مشتركة بين البلدين، عزز من تكثيفه الوضع المتدهور في المنطقة. وأضافت المصادر التي أوردت الخبر، أنّ وزارة الدفاع الوطني هي من تشرف على إنجاز هذا المشروع، للحد من تسلل الجماعات الإرهابية، وللحد من تدفق كميات السلاح المتأتية من الحدود. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المخطط جاء بعد أشهر قليلة من قرار بناء جدار عازل على الحدود الغربية مع المغرب.