حمادي الخليفي أقتيد إلى التحقيق بسبب صورة نشرها على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، إعتبرها البعض مزاحا و صنفها آخرون تحريضا على قتل رئيس الجمهورية. هيئة بن سدرين أقالته من مهامّه و أنا يقظ طالبت بمشاركته في المؤتمر الوطني للشباب... بعد الإفراج عنه هكذا وصف ليلته في ثكنة بوشوشة : "ثكنة بوشوشة. "القِ زجاجة الماء، لا يحق لك ادخال الطعام". تحسست الم الاغلال بعد نزعها، اقتادني العون الى غرفة الايقاف، تم ترصيفنا في صف طويل، لم اصدق ان كل ذلك العدد سيبيت في غرفة واحدة. دخلت، لم يكن هناك اي مكان كي اجلس فيه، لم اعلم كيف اتصرف، ماذا افعل هنا؟ نادى علي اثنان كي اجلس بجانبهما، وفرا لي بالكاد فسحة ضيقة للجلوس، عددتُ الموقوفين هنا، ثلاثة واربعون بغرفة واحدة. "-على شنوة جابوك؟" "-تصويرة..تصويرة عالفايسبوك" "-على تصويرة بايت في بوشوشة؟" "-0مل أن ينتهي الأمر، هناك الكثير من المساندين" "-انا هنا موقوف منذ اسبوع، اتمنى لك الخروج سريعا لكن لا تفهم كلامي على سبيل الخطأ، لك من يساندك، ونحن المنسيون، ماذا عنا؟ من يساندنا؟" ظلت تلك العبارة ترن برأسي، وانا احاول النوم في مكان لا استطيع حتى التمدد فيه، ووجوه الموقوفين البائسة لا تفارقني، الى ان وجدت نفسي اقفز مذعورا بصراخ العون: "قوم *** ظهرك للحيط ، ظهركم الناس الكل للحيط!!" ليلة باردة طويلة، كشفت فيها بلادي عن وجهها القبيح."