التقى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، اليوم الاربعاء، بمقر المفوضية الأوروبية، بالممثلة السامية للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن ونائبة رئيس المفوضية فيدريكا موغيريني، وذلك تمهيدا لانعقاد الدورة 13 لمجلس الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي. وكان اللقاء، وفق بلاغ لوزارة الخارجية، مناسبة لتثمين الحركية الإيجابية التي تعرفها العلاقات بين تونس والإتحاد الأوروبي لاسيما عقب القمة التونسية الأوروبية الأولى. وجددت موغيريني التأاكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بمزيد مرافقة تونس في مسار تعزيز الديمقراطية والإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية. وتبادل الطرفان، خلال هذا اللقاء، وجهات النظر حول الملفات الرئيسية للتعاون والمتعلقة بالمجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب واتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق والشراكة من أجل التنقل والشباب والثقافة. واتفق المسؤولان على انطلاق المشاورات حول الإطار المستقبلي للعلاقات التي تربط تونس بالاتحاد الاوروبي، والذي يجب أن يعكس كثافة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الشريكين، بما يتلاءم مع طموحاتهما في اتجاه تحقيق مزيد من التقارب وبما يرتقي إلى مستوى التحديات العديدة التي تواجهها تونس. كما تطرق الجهيناوي وموغيريني إلى المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ومنها بالخصوص الوضع في ليبيا مع التأكيد على ضرورة تكاتف كل الجهود في اتجاه حل سياسي وسلمي للوضع بهذا البلد. والتقى الجهيناوي، أيضا خلال زيارة العمل التي يؤديها إلى بروكسال (من 9 إلى 11 ماي الجاري)، بالمفوض الأوروبي المكلف بالتربية والثقافة والشباب والرياضة، تيبور نوفراكسيس، الذي اعتبر أن تونس تعد شريكا رائدا للاتحاد الاوروبي “وهو ما تؤكده مشاركتها المميزة في برنامج الاتحاد المتعلق بتنقل الجامعيين (ايرازميس) إضافة إلى كثافة الانشطة الثنائية في مجالات الشباب والثقافة”، حسب بلاغ لوزارة الخارجية. وعبر المسؤول الأوروبي عن عزم المفوضية الاوروبية مساندة تونس في مجال الأنشطة المتعلقة بالدبلوماسية الثقافية الأوروبية بما في ذلك تلك المبرمجة بمناسبة السنة الأوروبية للتراث الثقافي في 2018. من جهته أبرز وزير الشؤون الخارجية فرص تكثيف مبادرات التعاون الثنائي الموجهة للشباب وخاصة البرامج الهادفة لتعزيز قابلية الشباب للتشغيل وادماجهم الاقتصادي والاجتماعي. وعبر في هذا الإطار عن ارتياحه للمشاورات بين الجانبين لتحديد الأولويات وبرامج الشراكة الجديدة للشباب التي أطلقت خلال القمة التونسية الاوروبية الأولى في ديسمبر 2016 ببروكسال. وثمن الجانبان انخراط تونس في البرنامج الأوروبي في القطاعات الثقافية والمبدعة “أوروبا المبدعة”، والذي تعد تونس أول بلد ضمن دول جوار جنوب المتوسط التحق به، وهو سيمكن الفاعلين الثقافيين التونسيين من المشاركة في المشاريع الاوروبية في قطاعات الثقافة والسمعي البصري. وسيتم التوقيع على اتفاق بخصوص انخراط تونس في هذا البرنامج بين الطرفين خلال اجتماع مجلس الشراكة التونسي الاوروبي يوم 11 ماي الجاري.