أثار فيديو للنائب الفرنسي فرانسوا فيليبو المنتمي إلى حزب الجبهة الوطنية ( يمين متطرف) الذي تقوده مارين لوبان، وهو يتناول طبق كسكسي جدلا واسعا في أوساط هذا الحزب، خاصة وسط صقوره، الذي رأوا في هذا الفيديو انحرافا خطيرا عن مبادئ وتوجهات الحزب، المعادي عادة للعرب والمسلمين. وقد بدأت الحكاية عندما التقى النائب فرانسوا فيليبو الذراع الأيمن لمارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية مع أصدقاء وأعضاء في الحزب بمطعم في مدينة ستراسبورغ، وقد سارعت مناضلة شابة في الجبهة إلى نشر الصورة في حسابها على موقع تويتر، مخلدة تلك اللحظة، وإضافة تعليق يقول" أفضل كسكسي في ستراسبورغ"، وهي الصورة التي أشعلت نار الغضب وسط الحزب اليميني المتطرف، وليتحول فيليبو فجأة إلى خائن وعميل لأنه استمتع بطبق مغاربي، في نظر صقور الحزب المتطرف، الذين يرون أن الخط السياسي للجبهة الوطنية بدأ يتحول، منذ رحيل المؤسس جان ماري لوبان، وخلافته من طرف ابنته مارين لوبان، والذين اعتبروا أن التصرف الذي قام به النائب هو استفزاز جديد لمشاعر أعضاء الجبهة الوطنية، بالترويج لأطباق غير فرنسية. واضطر النائب فرانسوا فيليبو أن يخرج بنفسه للدفاع عن تناوله طبق الكسكسي، مؤكدا أن الذين هاجموه بسبب تناوله هذا الطبق حمقى، وأن طبق الكسكسي أحضرته الأقدام السوداء إلى فرنسا، والمقصود به الأوروبيون الذين كانوا مقيمين في الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي لها، وأن ما حدث من ضجة أمر مؤسف ومحزن، ولكن ذلك لن يمنعه من تناول الكسكسي مرة أخرى.