"لقاو البلاد خالية قيموا فيها الآذان" هذا المثل ينطبق تماما مع ما يحدث في مستشفى المنجي سليم بالمرسى الذي كان قسمه الاستعجالي آخر محطة لزيارة فجئية ليلة السبت الماضي للراحل وزير الصحة المرحوم سليم شاكر. فقد رفض قسم الجراحة العامة في المستشفى بكل مسؤوليه تخصيص سيارة إسعاف لنقل مريضة مقيمة فيه لأكثر من أسبوعين لإجراء فحص دقيق، إلى المستشفى الجامعي بنابل بتعلة أن سياراته لا تتجاوز تونس الكبرى وبالتالي فإنه على العائلة أن تنقل مريضتها في سيارة خاصة مع ما يمكن أن ينجر عن ذلك من تداعيات أهمها التعكرات الصحية التي يمكن أن تصيب المريضة وهو في طريقها إلى نابل أو إلى تونس بعد إجراء الفحص الطبي الدقيق. وحين وصول المريضة إلى مستشفى نابل استنكر الفريق الطبي الذي سيجري لها الفحص الدقيق غير المتوفر في كل المؤسسات الصحية العمومية، من وصولها في سيارة خاصة. المريضة هي الآن تحت مسؤولية مستشفى المنجي سليم بالمرسى، والذي يهتم بسياراته أكثر من مرضاه، دون مبالغة أو تعميم، وهي الآن تجري الفحص الطبي دون مرافقة طبية لها عند العودة إلى تونس. هل يوجد بعد هذا "التبوريب تبوريب في المنجي سليم؟ كيف يمكن تبرير هذا التصرف خاصة وأن مستشفى المنجي سليم هو المؤسسة الصحية الوحيدة تقريبا التي لا توفر سيارات إسعاف لنقل مرضاها إلى مؤسسات صحية أخرى لإجراء فحوصات معينة؟. وزارة الصحة بلا وزير لكن الأكيد أن بها مسؤولين يتحملون مسؤولياتهم والأكيد أن كاتبة الدولة للصحة ستتكفل بمثل هذه المشاكل التي تهدد الإنسان التونسي ولا تتعلق بالتجهيزات، والأكيد أن القطاع يرزح تحت وطأة مشاكل أكبر من ذلك بكثير لكن من هنا تكون البدايات..