قطاع الصحة العمومية بولاية باجة عانى عدة مشاكل على غرار بقية الولايات وكان من استحقاقات الثورة إحداث تغييرات جذرية على مستوى البنية التحتية والتجهيزات الخاصة بهذا القطاع، وقد تجسد ذلك في مشروع بناء مستشفى حديث بتقنيات متطورة. وفي هذا الإطار كان لنا لقاء مع السيد حافظ الدخلاوي مدير المستشفى الجهوى بباجة الذي أفادنا ان المستشفى يعيش نقصا كبيرا من حيث التجهيزات على مستوى مخبر التحاليل وقسم التصوير بالأشعة كما أن قسم الاستعجالي يعاني من النقص الكبير في التجهيزات والإطار الطبي وشبه الطبي حيث نجد في أغلب الأحيان طبيبا واحدا مقابل 250 مريضا كل ليلة وعدد الممرضات هو الآخر لا يواكب الحالات الاستعجالية التي تأتي كل ليلة. من النقاط التي طرحها السيد حافظ الدخلاوي هو النقص في عدد سيارات الإسعاف حيث لا تمتلك المؤسسة سوى 3 سيارات مجهزة في حين يقع إصلاح سيارتين قديمتين لتوفير أكثر خدمات للمرضى وخاصة منهم الحالات الاستعجالية ومن هذا المنطلق أصبح من الضروري تعزيز أسطول السيارات في أقرب الآجال. يفتقر قسم الأشعة إلى طبيب منذ مدة طويلة بعدما وقع الاحتجاج على أداء الطبيبة السابقة ورغم التحفيز الذي تقوم به وزارة الصحة ومستوى الامتيازات التي تقدمها للأطباء العاملين بالمناطق الداخلية لم يقع انتداب أي طبيب في المجال وهو ما يطرح المسألة كأولوية للإدارة الحالية. أعوان الصحة احتجوا أواخر جانفي الماضي على مشروع بناء قسم للجراحة كطابق علوى فوق قسم طب الأم والرضيع ويتعلق بتحويل مجموعة من الأقسام إلى مستشفى طب الرضيع على مرحلتين قسم جراحة العظام وقسم جراحة الأذنين وقسم الجراحة العامة كمرحلة أولى قبل تحويل قسم الاستعجالي بتكلفة جملية قدرها 6500 مليون دينار.وقد انطلقت الدراسات وأعدت ميزانية المشروع لكن كل شىء توقف بعد تدخل عمال وموظفي القطاع الصحي. بناء مستشفى جديد وقع الاستغناء عن المشروع القديم وإيقافه وقبلت الوزارة فكرة بناء مستشفى جديد ومتكامل باستقلال عن مستشفى طب الرضيع. السيد حافظ الدخلاوي قدم رؤيته حول هذا المشروع الذي اعتبره رياديا وطموحا جدا مما سيساهم في تغيير وجه الصحة العمومية في باجة ويكون ملبيا لطموحات سكان المدينة حيث سيمتد على مساحة كبيرة نسبيا تبلغ 26 ألف متر مربع وسيعزز بأقسام متطورة وجديدة منها قسم الاستعجالي وقسم جراحة القلب والشرايين وقسم لأمراض الغدد والسكري وقسم للعمليات وقسم للمجاري البولية وقد وقع إعداد مقترح للبرنامج الوظيفي للمستشفى إلى والي باجة ووزير الصحة والمتمثل في متطلبات كل قسم من المستشفى على مستوى عدد الغرف ومساحاتها ومثالها الهندسي وأبرز ما يمكن ذكره أن فكرة المشروع تسير في اتجاه إنشاء مستشفى يفي بحاجيات المنطقة في ال 30 سنة القادمة من حيث طاقة الاستيعاب والمساحة والخدمات المقدمة في حين ستتاح فرصة القيام بتوسعة في مستشفى طب الرضيع بصفة مستقلة.