كلّف الرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الوزراء سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد ساعات من حصوله على ثقة البرلمان. وجاء ذلك بعد استشارات جرت داخل البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، نال فيها الحريري تأييد 111 نائباً من أصل 128 إجمالي أعضاء مجلس النواب. وفي وقت سابق، حصل الحريري، الذي يرأس تيار المستقبل اللبناني، على دعم مجلس النواب لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وحصل الحريري على أصوات 68 نائباً من اللقاء الديمقراطي، والتكتّل الوطني، وحركة الاستقلال، وكتلة النواب الأرمن، وكتلة ضمانة الجبل، وتكتّل لبنان القوي، وكتلة تيار المستقبل، وكتلة الوسط المستقلّ. أما كتلة "الوفاء للمقاومة" فلم تسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة، لكنها أكّدت استعدادها للمشاركة في الحكومة المقبلة، والتعاون الإيجابي مع من تسمّيه الأكثرية النيابية. وبحسب الدستور اللبناني، يُجري رئيس الجمهورية استشارات ملزمة مع النواب، البالغ عددهم 128 نائباً؛ لتسمية رئيس للحكومة يكلَّف بتشكيلها. وحقق "حزب الله" الشيعي، الذي تصنّفه السعودية "إرهابياً"، تقدُّماً ملحوظاً في الانتخابات النيابية التي جرت في 6 مايو الجاري؛ إذ بات يسيطر على الغالبية في البرلمان، مع حليفه "التيار الوطني الحر" المسيحي، في حين خسر تيار المستقبل السُّني بزعامة الحريري، المقرّب من المملكة، 13 مقعداً، وحصل على 21 من أصل 128 هي إجمالي عدد مقاعد المجلس. واضطرّت الرياض، مؤخراً، إلى نفي أي علاقة لها بعملية تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، مؤكدةً أن تلك العملية "شأن داخلي"، وذلك بعد هزيمة حليفها الحريري، الذي يحمل جنسية المملكة. وتأتي تصريحات الرياض مُقِرَّة بعدم جدوى ضغوطها التي كانت تمارسها على الداخل اللبناني، ومحاولتها السيطرة لإبعاد خطر "حزب الله" الموالي لإيران المعادية للمملكة، في اعتراف مبطّن بالهزيمة وعدم القدرة على توجيه حليفها الحريري، الذي أعلن مراراً ضرورة عدم إقحام بيروت بأزمات المنطقة.