كشفت وزارة الداخلية اليوم الثلاثاء 11 ديسمبر 2018، عن تفاصيل عملية اغتيال الشهيد محمد الزواري. هذا وقد اكّدت الوزارة خلال ندوة صحفية أنّ الجناة عنصران يحملان الجنسية البوسنية وقد دخلا التراب التونسي عبر ميناء حلق الوادي يوم 8 ديسمبر 2016 وهما ''الفير ساراك'' و''ألان كانزيتش'' ''. وحسب ما ذكره مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الارهابية فقد اقام الجناة يوم 9 سبتمبر بأحد نزل مدينة المنستير بعد ان ادّعا انّهما ينويان الاستثمار بتونس، ثمّ تحوّلا يوم 10 ديسمبر في جولة سياحية الى الجنوب التونسي، ثم توجّها في اليوم التالي الى مدينة تطاوين ثم عادا للمنستير يوم 12 ديسمبر. ويوم 13 ديسمبر تولى شخص يدعى سليم بوزيد تكليف إمرأة اسمها مهى بن محمود بتوفير سيارتين والابقاء عليهما جانب مقهى في صفاقس، ويوم 14 ديسمبر تم رصد سيارة ''متشي بيتشي'' على مستوى القصاب في صفاقس، نزل منها أحد البوسنيين وتوجه للمأوى المحاذي، وتلقيا مكالمات هاتفية متواترة من رقم أجنبي، وقبل يوم من الاغتيال، تعقبا سيارة الشهيدّ. وأكّد مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية فقد تحوّل الجناة على متن السيارتين يوم 15 ديسمبر الى منطقة عقارببصفاقس بتعلة شراء زيت الزيتون، ثمّ توجّها الى منزل الشهيد وتم ركن سيارة من نوع ''بيكانتو'' قرب منزله و''رونو ترافيك'' تم امتطاؤها من قبل الشخصين، وفي حدود الواحدة زوالا غادر الشهيد مقر إقامته الى مركز تحاليل طبية ولا وجود لتعقب ميداني أثناء تحرك الشهيد، لأنّهما لمحا مروره وواصلا بقاءهما في المقهى، ليغادراها قبل مرور سيارة الشهيد وهي عائدة قبل دقيقتين. وحسب ما نقلته إذاعة موزاييك، عن مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية، فانه وبعد تنفيذ عملية الاغتيال تنقل الجناة عبر ''رونو ترافيك'' التي تم حجز وسيلة الجريمة داخلها ثم ركناها ليصعدا سيارة ''كيا'' وتوجها الى سيارة ''الميتشي بيتشي'' التي حاولا الجانيان عدم ظهورها في مسرح الجريمة. وأضاف أنّه تم حجز هواتف جوالة في السيارة ال''كيا''، مؤكّدا أنّ منفذا الجريمة على درجة عالية من الحرفية لأنّهما تركا أدلة لتوجيه الوحدات الأمنية في عمليات البحث نحو فرضية أخرى غير صحيحة، حيث تم توجيه الأمن في اتجاه الوسط والجنوب في حين أنهما كانا في تونس العاصمة لإضاعة الوقت وتأمين انسحابهما. وأوضح أنّ انطلاق الأبحاث كان بناء على إفادة أحد الشهود الذي اكّد انه اشتبه في سيارة بها مبرّد ولوحتها المنجمية مخفية.