كشفت خريطة مذهلة لسماء الليل عن مئات الآلاف من المجرات الجديدة، ما يسلط الضوء على بعض أكبر أسرار الكون. وتمكن العلماء من رسم نحو 300 ألف مجرة لم تكن معروفة من قبل، باستخدام تلسكوب قوي. وقال الفلكي، سيريل تاس، لوكالة فرانس برس: "هذه نافذة جديدة على الكون. عندما رأينا الصور الأولى أصبنا بالدهشة، لم يكن أي شيء يبدو مثل ما اعتدنا عليه على الإطلاق". وشهدت الدراسة مشاركة أكثر من 200 عالم فلك من 18 دولة للبحث عن مصادر الضوء غير المرئية سابقا، والتي يعتقد بأنها بعيدة عن المجرات. وتمثل البيانات التي يتم جمعها في الخريطة ما يعادل 10 ملايين قرص فيديو رقمي، ولا تمثّل سوى 2% من السماء. واستخدم الفريق الدولي التلسكوب منخفض التردد "Low Frequency Array"، أو المسمى اختصارا ب "LOFAR"، في هولندا، للعثور على "حزم" الإشعاع القديمة التي نشأت عند اندماج المجرات. ويمكن لهذه الحزم أن تمتد لملايين السنوات الضوئية، بشكل يتيح للتلسكوب شديد القوة اكتشاف مصادر الضوء التي لا تستطيع الأجهزة البصرية رؤيتها. وقالت عالمة الفلك أماندا ويلبر: "يمكننا من خلال التلسكوبات الراديوية أن نكتشف الإشعاع الصادر في الوسط الضعيف الموجود بين المجرات". وأضافت ويلبر قائلة: "أتاح لنا برنامج LOFAR اكتشاف المزيد من هذه المصادر وفهم ما الذي يمدها بالطاقة". وأشار الفلكي تاس إلى أن "أقدم الأجسام الموجودة في الكون تبلغ من العمر ما بين 11 و12 مليار سنة ضوئية، لذلك سنرى الكثير من هذه الأشياء مع مرور الوقت". وقد يساعد هذا الاكتشاف المثير للعلماء على فهم الثقوب السوداء بشكل أفضل، حيث أن هذه الثقوب تبعث إشعاعات عندما تبتلع مادة مثل النجوم. وقال أعضاء الفريق الدولي إنهم سيخلقون صورا عالية الدقة لكل سماء الشمال، والتي ستكشف عما يصل إلى 15 مليون مصدر راديوي غير مكتشف.
