كشفت المستشارة المستقيلة من رئاسة الجمهورية سعيدة قرّاش في تدوينة مؤثرة عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك عن آخر يوم عمل لها. وجاء في نص التدوينة: "صباحكم تونس مشرقة، اليوم آخر يوم عمل لي بمؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية. في البداية اتوجه بالشكر و التقدير الخالص لكل الإداريين و الأمنيين و العملة نساء و رجالا، كانت سنوات تميزت بالعمل و التفاني و الكثير من المشاعر الإنسانية العاكسة لجوهر التونسيات و التونسيين و هي الطيبة و محبة الوطن مهما اختلفت المراتب و المشارب. ثانيا ، اتوجه بالشكر الخالص و التقدير لمجمل فعاليات المجتمع المدني الذين تعاملت معهم خلال هذه المدة و ما تميزت به من احترام و نضالية حتى و ان اختلفت المواقف في عديد المحطات لكن كانوا في دورهم و كنت في دوري و توصلنا الى خلق ديناميكية في الاتجاهين خلعت القدسية على المؤسسة و ساهمت في دمقرطتها و انفتاحها على محيطها السياسي و الاجتماعي و لعب دور جديد ليس بالضرورة تصادمي او عدائي بل يلتقي حول هدف أسمى و هو تكريس المواطنة و علاقة جديدة مع أعلى مؤسسات الدولة. ثالثا اتوجه حقيقة بشكر خاص لكل الصحافيات و الصحافيين الذين من حيث لا يدرون ساعدوني على القيام بمهامي كناطقة رسمية دون ان تقع انزلاقات لغوية او سياسية خطيرة في منعرجات مرحلة سياسية تميزت بالثراء و الهزات لكنها كانت لحظة تكثف للتاريخ و للبناء الديمقراطي يحق للتونسيات و التونسيين الفخر بها في تاريخ البناء الجديد لهذه البلاد. رابعا أشكر كل الأطراف المنظماتية و السياسية المشاركة في وثيقة قرطاج 2 حيث لم تكن المهمة سهلة و كانت سياسية بامتياز كما كانت اختبارا كبيرا لي لما كلفني الرئيس الراحل بترأسها في منعرج سياسي حاسم. لم يكن من السهل على إمرأة ان تخوض ذلك و عشت التجربة بعمق و مهابة كبيرتين لكن سعدت بدرجة الاحترام و الالتزام التي عاملوني بها كل الممثلين للمنظمات و الاحزاب المشاركة و التاريخ يشهد انها كانت محطة من اصعب المحطات على البلاد و العباد. خامسا لا يمكنني ان لا اتوجه حتى بالغياب بالشكر للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي على الثقة التي وضعها في شخصي و على الفرصة التي منحني إياها حتى أخدم هذه الدولة من مواقع متعددة ، و أعتبر نفسي ابنة الجمهورية التي إستفادت من خيارات دولة الاستقلال لما راهنت على مجانية التعليم و عموميته و لما راهنت على تحرير المرأة و لما راهنت على المصعد الاجتماعي، فلم أصل الى ما وصلت اليه لا عبر لوبيات مالية و لا جهوية و لا غيرها، و بالتالي يبقى الامل قائما لكل من اتجهت ارادته الى خدمة البلاد و النجاح فيها طبعا الامر ليس سهلا و لا هينا و لكنه يستحق المغامرة. في الأخير أتوجه بالتهاني الى الفريق الجديد بديوان رئاسة الجمهورية مع تمنياتي لهم بالنجاح و التوفيق في خدمة الوطن، المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة. نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد. و نخدمها من اَي موقع نكون فيه".