أوضح زياد العذاري الذي أعلن استقالته من كل مهامه داخل حزب حركة النهضة. أفاد العذاري في تدوينة على صفحته أنه طلب" من الاخ رئيس الحركة ومنذ بداية الاسبوع الفارط التفضل بقبول طلبي هذا وقدمت له استقالتي من الأمانة العامة للحزب و من المكتب التنفيذي، كما أعلمته انني غير معني مستقبلا بأي خطة أخرى في قيادة الحزب أو الكتلة أو أي مسؤولية في الحكومة القادمة." وتابع العذاري أنه "أمام تمسك الأخ رئيس الحركة برفض الاستقالة من الأمانة العامة فإنني التقيته مجددا يوم أمس لأشكره على تجديد الثقة في شخصي ولأؤكد له تمسكي بالاستقالة."، موضحا أن القرار لم يكن سهلا "و لكن بعد تفكير عميق أجدني هذه المرة مضطرا للتخلي عن كل مسؤولية حزبية أو حكومية لأنني غير مرتاح البتة للمسار الذي أخذته البلاد منذ مدة وبخاصة عدد من القرارات الكبرى للحزب في الفترة الأخيرة." وعبر العذاري عن أسفه لأنه لم ينجح في إقناع مؤسسات الحزب في قضايا يراها مصيرية و في لحظة مفصلية بتفادي خيارات لا يراها (باجتهاده البسيط) جيدة للبلاد، "كما لم أقتنع من جهتي بخيارات أخذتها مؤسسات الحزب (اخرها كان ملف تشكيل الحكومة القادمة) أرى أنها لا ترتقي إلى انتظارات التونسيين و لا إلى مستوى الرسالة التي عبروا عنها في الانتخابات الأخيرة، بل انني احس و كأننا بصدد استعادة نفس أخطاء الماضي. كنت و لا أزال اعتقد أن الحكومة القادمة ربما تكون الفرصة الأخيرة للبلاد، لم يعد لدينا هامش خطأ . الغلطة بفلقة كما يقول المثل." وقال العذاري أيضا كان و لا يزال يعتقد أن الحكومة القادمة يجب أن تكون حكومة إصلاح و إنجاز "نتعظ فيها من أخطاء الماضي ، لا مكان فيها لا للمحاصصة و لا للهواية و لها معرفة دقيقة بالملفات و بتحديات البلاد و أولوياتها لتنكب مباشرة على العمل لتحقيق نتائج ملموسة بأسرع نسق ممكن...عبرت عن موقفي بكل وضوح لرئيس الحركة و في الاجتماعات الاخيرة للمكتب التنفيذي و مجلس الشورى : كنت ارى ان حصول النهضة على رئاسة البرلمان يقتضي الذهاب في الحكومة الى شخصية انفتاح مستقلة مشهود لها بأعلى درجات الكفاءة و النزاهة و الجرأة تطمأن و تجمع اوسع طيف ممكن من التونسيين و تكون قادرة على استعادة الثقة في الداخل و تعزيز إشعاع تونس في الخارج. ذهب مجلس الشورى فيما قدره اصلح. احترمنا القرار و انضبطنا له احتراما للمؤسسات و لتقاليد العمل الجماعي و لكن اجدني شخصيا في النهاية عاجزا على المواصلة في ظل مسار ( أرى شخصيا) انه يضعنا اليوم ويضع البلاد على سكة محفوفة بالمخاطر لا نعرف تداعياتها و كلفتها على البلاد. كنت دائما ملتزما و منضبطا لخيارات الحزب، مهما اختلفت معها (و قد حصل هذا في مرات عديدة و عبرت عن رايي داخل مؤسسات الحزب بكل حرية ) و ذلك لإيماني بان العمل الجماعي يبنى على التضامن و الانضباط ،و لست في وارد ان ازايد على ابناء الحزب او على غيرهم في الوطنية أو حس المسؤولية او حسن التقدير و التدبير. ولكن اجدني شخصيا في النهاية عاجزا حقيقة على ان أواصل المشوار و تحمل اي خطة حزبية او حكومية في مثل هذه الظروف. مع هذا املي ان ننجح كتونسيين في تدارك الامر و ان نغلب جميعا روح المسؤولية بعيدا عن الحسابات الصغيرة و المصالح الضيقة و خاصة بالنظر الى دقة المرحلة و حجم التحديات. اتوجه مجددا بالشكر لرئيس الحركة على ثقته طيلة كل هذه السنوات. تشرفت بالعمل معه عن قرب و تعلمت منه الكثير ، و أتمنى له و لكل من عملت معهم في قيادة الحزب كل التوفيق و النجاح لما فيه خير تونس. فيما يخصني اتعهد ان ابذل قصارى جهدي للحفاظ على ثقة الناخبين و أمانة التكليف كعضو مجلس نواب الشعب ، فان عجزت عن ذلك فسارد الأمانة الى أصحابها." وختم بالقول" ربي يحفظ بلادنا و يدل سياسييها و كل مسؤوليها و مواطنيها الى ما فيه الخير."