سارعت السلطات الجهوية بالمهدية، بعد انتشار خبر تسمم عدد من من المقيمين في الحجر الصحي الإجباري بسوسة بسبب نوعية الطعام المقدمة لهم، بالاعتماد على مطعم وفندق محليين لتوفير الإعاشة لنحو 235 مقيما بمركزين خصصتهما الجهة لاستقبال التونسيين الذين يتم إجلاءهم من بلدان الإقامة. وقال مسؤول طبي ضمن الفريق الجهوي لمتابعة فيروس كورونا المستجد، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء ، أن "الفريق تفطن منذ مدة إلى النوعية الرديئة للأكلات التي يتم جلبها إلى مراكز الحجر ورفعوا تذمرات المقيمين". وبين المتحدث، الذي وافق على تسجيل تصريحه وعدم ذكر اسمه، أن الشركة التي "عهد لها تلبية طلبات الطعام لمراكز الحجر توقيا من كورونا، تم التعاقد معها على المستوى المركزي وهي شركة نيو راست كاترنغ تونس". وأوضح نفس المصدر أن "وتيرة التشكيات ارتفعت خاصة خلال شهر الصيام إذ رفع المقيمون بمراكز الحجر احتجاجهم على نوعية الطعام المقدم والكمية المقدمة لهم وهو ما دفع السلطات الجهوية للتحرك". وبين عبد الفتاح شقشوق والي المهدية، أن "المصلحة الصحية للمقيمين أعلى من الصفقة المبرمة مع الشركة المشار إليها آنفا وهو ما دفعه إلى قطع التعامل معها والتوجه نحو التعامل مع مطعم وفندق محليين". وأوضح الوالي أنه "جرى التنسيق مع وزارة الداخلية في الغرض وتم اسناد خدمة تقديم وجبات الطعام لأحد مراكز الحجر الصحي الإجباري للجهة لأحد المطاعم المحلية مع المراقبة المستمرة لنوعية وكمية الطعام المقدم بينما تعهد فندق، وهو أحد مركزي الحجر بالجهة، توفير هذه الخدمات بالنوعية المطلوبة". ويتعهد الفريق الطبي المتخصص إلى مراقبة يومية للمطعم والفندق ورفع التحاليل الضرورية للكشف عن المطابقة الجرثومية للوجبات لتفادي أي ضرر صحي يمكن أن يطال المقيمين بالحجر الصحي. تجدر الإشارة إلى أننا لم نظفر بأي إجابة من وزارة الصحة عن العقد المبرم بينها وبين شركة نيو راست كاترينغ تونس وطرق مراقبة جودة الطعام المقدم والإجراءات التي يمكن أن تطبق في حال الإخلال بالجانب الصحي للوجبات. وكان سامي الرقيق المدير الجهوي للصحة بسوسة قد صرح بأن الفريق الطبي المكلف بمتابعة انتشار فيروس كورونا بمراكز الحجر بالجهة سجل، أمس الاثنين، حالات إسهال نتيجة تسمم غذائي لعدد من المقيمين بهذه المراكز. وقال أحد المقيمين أنه عانى، رفقة نحو 30 مقيما آخرين بمركز حجر صحي إجباري، من حالات إسهال بعد تناولهم وجبة العشاء ليوم الأحد 3 ماي الجاري.
