في تونس، كما في عدد من الدول المغاربية والعربية، يُطلق الناس على عيد الأضحى اسم "العيد الكبير"، مقابل تسمية "العيد الصغير"لعيد الفطر. هذه التسمية ليست فقط تعبيرًا شعبيًا متداولًا، بل تحمل في طياتها دلالات دينية وثقافية واجتماعية عميقة. أصول التسمية يُسمّى عيد الأضحى ب"الكبير" لعدة أسباب، أولها أنه أعظم الأعياد الإسلامية من حيث الشعائر والرمزية. فهو مرتبط بركن من أركان الإسلام، وهو الحج، ويأتي في العاشر من شهر ذي الحجة، بعد يوم عرفة، الذي يُعد من أعظم أيام السنة. كما أن مدة عيد الأضحى أطول، حيث تدوم مظاهره وشعائره الدينية والاجتماعية أربعة أيام، مقارنة بعيد الفطر الذي يُحتفل به يومًا واحدًا فقط، وهو ما يفسر وصفه ب"الصغير". شعائر عظيمة يمتاز "العيد الكبير" بشعيرة ذبح الأضحية، اقتداءً بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي شعيرة تعبّر عن الطاعة والتقوى والتكافل الاجتماعي، إذ يُوزّع لحم الأضاحي على الأقارب والفقراء والمحتاجين. كما يُعرف العيد الكبير في الثقافة التونسية بأنه عيد العائلة واللمة، حيث تجتمع العائلات على مائدة الأضحية، وتُقام فيه صلوات خاصة وطقوس اجتماعية متوارثة، تعكس الارتباط الروحي والعاطفي العميق بهذا العيد. بين الديني والشعبي ورغم أن تسميات "الكبير" و"الصغير" لا وجود لها في النصوص الدينية، إلا أنها تعبّر عن الحمولة الرمزية والاجتماعية التي يُوليها التونسيون لهذين العيدين، حيث يعتبرون "العيد الكبير" أكثر أهمية نظرًا لطقوسه ومكانته الدينية. وبذلك، فإن تسمية عيد الأضحى ب"العيد الكبير" في تونس ليست مجرّد تعبير لغوي، بل هي جزء من الذاكرة الجماعية والثقافة الشعبية التي تعكس عراقة التقاليد وعمق الانتماء للمناسبات الدينية الكبرى.