أنفقت وزارة التربية مبلغًا قدره 400 مليون دينار لتأهيل المؤسسات التربوية وتحسين بنيتها التحتية، وفق ما أكده وزير التربية نور الدين النوري خلال جلسة عامة حوارية أشرف عليها رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم عماد الدربالي. وأوضح الوزير أن هذه الاعتمادات تم تخصيصها لتنفيذ مشاريع البناء والصيانة والتجهيز في مختلف الجهات، بهدف تحسين ظروف التعلم وضمان سلامة التلاميذ. وأشار إلى أن النتائج الميدانية لهذه الجهود ظهرت من خلال إحداث 17 مؤسسة جديدة (8 مدارس ابتدائية، 7 مدارس إعدادية ومعهد ثانوي)، بالإضافة إلى بناء 66 فضاء تحضيريًا وتأهيل 325 مؤسسة تربوية، فضلاً عن تركيز 71 قاعة مسبقة الصنع وبناء 106 أسوار جديدة إلى حدود نهاية سبتمبر الماضي. كما تم تركيز منظومات مراقبة رقمية في 500 مؤسسة لتعزيز الأمن داخل المدارس. وبيّن الوزير أن البرنامج الخصوصي للتدخلات الاستعجالية الذي انطلق في ماي 2025 بلغ مراحل متقدمة، حيث تم الشروع فعليًا في 134 تدخلاً ميدانيًا داخل 20 مندوبية جهوية، من بينها 106 تدخلات لهدم وإعادة بناء الأسوار بكلفة 10.7 ملايين دينار، في حين توجد 300 تدخل في مرحلة الإبرام و129 تدخلاً في طور المنافسة بكلفة 13 مليون دينار، إضافة إلى 72 تدخلاً في طور الإعداد والدراسة بكلفة 8 ملايين دينار. وفي ما يتعلّق بالتجهيزات، أعلنت الوزارة عن تزويد كل المؤسسات الإعدادية والثانوية بمخابر إعلامية متنقلة ومتطورة تضم 2260 مخبرًا و29380 حاسوبًا و2260 جهاز بثّ، إلى جانب 17550 حاسوبًا مكتبيا و4600 آلة ناسخة و4500 جهاز عرض رقمي إضافي. كما تم اقتناء 85 ألف طاولة مزدوجة لتجهيز أكثر من 700 قاعة تدريس، و1500 مخبر بيداغوجي جديد للمدارس الابتدائية. وأكد نور الدين النوري أن هذه الجهود ترافقها إجراءات تنظيمية جديدة، من بينها توحيد موعد انطلاق السنة التحضيرية مع بقية المستويات التعليمية يوم 15 سبتمبر، وتأمين خدمات الإقامة والإعاشة منذ اليوم الأول للعودة المدرسية. كما تتواصل الشراكة مع وزارة النقل لتوفير الحافلات المدرسية خاصة بالمناطق الريفية، مع رقمنة خدمات النقل ومتابعة تزويد المدارس بالمياه الصالحة للشرب. وات وفي الجانب الاجتماعي، أعلن الوزير عن تسوية وضعية نحو 24 ألف أستاذ نائب وأعوان تأطير ومخابر في إطار القرار الرئاسي القاضي بالقطع مع التشغيل الهش، مؤكدًا أن الهدف هو تعزيز الاستقرار وتحسين جودة الأداء داخل المؤسسات التربوية. واعتبر النوري أن العودة المدرسية لسنة 2025 كانت ناجحة وهادئة رغم التحديات، حيث استقبلت المؤسسات التربوية 2.625.434 تلميذًا موزعين بين التحضيري، الابتدائي، الإعدادي والثانوي، يشرف على تدريسهم نحو 160 ألف إطار تربوي داخل 6164 مؤسسة تعليمية. وختم الوزير بالتأكيد على أن هذه الأرقام تعكس تحولًا حقيقيًا في مقاربة الدولة للاستثمار التربوي، من خلال بناء مدرسة حديثة وآمنة تجسّد مبدأ تكافؤ الفرص وتستجيب لتطلعات الأجيال القادمة.