وقّعت منظمة اليونسكو و مؤسسة الدكتور صادق بالسرور (كندا)، يوم 15 سبتمبر 2025 بباريس، اتفاقية شراكة بقيمة 1,5 مليون دولار أمريكي لدعم دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة في تونس. و يمتد البرنامج على أربع سنوات (2025-2029)، ويهدف إلى الجمع بين حفظ التراث، والتكوين، والاقتصاد الإبداعي من أجل تعزيز الأثر الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للقطاع على أرض الواقع. و تم توقيع الاتفاق بمقر اليونسكو من قبل شرف أحمد، مدير المكتب الإقليمي لليونسكو في المغرب العربي، والدكتور صادق بالسرور، رئيس المؤسسة، بحضور سفير تونس لدى اليونسكو، ضياء خالد. و تندرج المبادرة ضمن رؤية متكاملة تقوم على حماية التراث ونقله وتثمينه، مع خلق فرص للشباب والمناطق. و في صلب المشروع، يركّز محور الصناعات التقليدية على برنامج لنقل المهارات، حيث سيتولى 28 معلماً حرفياً تدريب 84 متدرّباً على امتداد الفترة. و الهدف واضح: الحفاظ على العناصر التسعة من التراث الثقافي غير المادي التونسي المسجّلة في قائمة اليونسكو، وجميعها مرتبطة بالحرف، مع ضمان استمرار الأجيال والحفاظ على جودة الممارسات. أما في ما يخص التراث العالمي، فينصّ الاتفاق على توفير دعم تقني وتعزيز قدرات مديري المواقع التسعة التونسية المصنّفة، مع إيلاء اهتمام خاص لجزيرة جربة التي أُدرجت حديثاً، فضلاً عن استكمال "طريق التراث لليونسكو" والعمل على صون النظم الواحية باعتبارها ركائز حيوية للصمود البيئي والجاذبية السياحية. كما يستجيب المشروع للنقص المسجّل في الكفاءات في مهن التراث، حيث سيموّل مسارات تكوين نوعية لفائدة شباب سيتحولون بدورهم إلى مكوّنين، بما يرسّخ ديناميكية مستدامة من الاحترافية في المتاحف، وورشات الترميم، والأرشيفات، والمواقع الأثرية. و يراهن البرنامج أيضاً على تنمية الاقتصاد الإبداعي عبر مرافقة الفاعلين المحليين وبناء قدراتهم لتطوير المشاريع، وتسهيل النفاذ إلى التمويلات، والتحضير لترشيحات الانضمام إلى شبكة المدن الإبداعية لليونسكو (RVCU) خلال دورتي 2027 و2029. و الغاية هي تحويل الرأسمال الثقافي إلى فرص اقتصادية ووظائف نوعية، خاصة لفائدة الشباب والنساء. و من خلال تعزيز حماية التراث، ونقل المعارف، وإحداث القيمة، يسعى هذا التعاون البالغ 1,5 مليون دولار إلى مواءمة السياسة الثقافية التونسية مع متطلبات التنمية المستدامة، مع دعم إشعاع البلاد إقليمياً ودولياً. تعليقات