قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة إن علاقات تونس مع الجزائر "علاقات استراتيجية متينة، وراسخة، وأعمق من أن تتأثر بأي اتفاق تعقده تونس مع أي جهة كانت" جاء ذلك ردا على سؤال للأناضول بشأن تقارير صحفية جزائرية انتقدت مذكرة التفاهم، التي وقعت بين تونس والناتو في مجال مكافحة الإرهاب، خلال زيارة الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي الأخيرة لواشنطن واعتبر الغنوشي في حديث خاص للأناضول أن الاتفاق الأخير بين تونس وحلف شمال الأطلسي (ناتو):"لا يرتقي إلى اتفاق بقدر ما هو اتفاق أدبي، وإعلان دعم لتونس أمام الأخطار الإرهابية التي تتربص بها، ويدخل في إطار العلاقات العامة لا أكثر وحول الدور التونسي في ليبيا قال الغنوشي إن "الدبلوماسية التونسية تتطور في ليبيا، وهي تتجه إلى التوازن في عهد حكومة الحبيب الصيد، وإن مصلحة تونس تقتضي ذلك، بعد أن كانت سلبية ومنحازة إلى طرف على حساب طرف"، في إشارة إلى السياسة التي اتبعتها حكومة المهدي جمعة السابقة، والتي كان فيها ميل أكثر للتعامل مع حكومة طبرق فقط دون حكومة طرابلس، بحسب عدد من المراقبين وأضاف الغنوشي إن مصلحة تونس تقتضي التعامل مع الطرفين، والسعي للصلح بينهما، موضحا:"نحن نثمن هذا التوجه خاصة،و تونس هي أكثر دولة تتأثر بالأوضاع في ليبيا ورأى الغنوشي أن الاحتجاجات الاجتماعية المطلبية، التي تعيشها تونس حاليا هي نتاج الفارق بين ما ممكن انجازه في مجال التنمية وما هو مطلوب، مضيفا:"إنه من المعلوم أنه بعد الثورات تكون تطلعات الشعوب عالية، لأن كل المطالب التي كانت مقموعة تخرج و تطفو، وتريد أن يستجاب لها، في حين ان إمكانيات الحكومات والدولة عادة ما تكون ضعيفة بعد الثورات، وبالتالي هناك فارق كبير بين ما هو ممكن و ما هو مطالب به، بين مطالب الناس التي كانت مقموعة ومكبوته، وبين الامكانيات المحدودة للدولة. وتابع الغنوشي:"إن الثورة التونسية حققت انتقالا ديموقراطيا قطعت فيه خطوات وأشواط من خلال الحوار السياسي، والمطلوب حاليا إطلاق حوار اجتماعي للاتفاق على برنامج إقلاع اقتصادي تشترك فيه كل الأطراف المعنية للخروج بتوافق حول البرنامج المجتمعي، وهو ما ينقصنا حاليا".