تكرم الدورة السابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية المسرح المغربي الذي يحتفي بمائويته فكانت فرصة للجمهور التونسي للتعرف على خصوصياته كشف المسرح المغربي من خلال ما برمج من عروض عن تنوعه، والجميل أن الكثير من الوجوه التي عرفناها في السينما أساسا نتعرف عليها مسرحا هذه المرة، مثل الممثلة "آمال عيوش"، والممثلة "لطيفة أحرار" التي عرض من إخراجها عمل مسرحي بعنوان "واحد، زوج، اثنين" ليلة الثلاثاء 19 أكتوبر الجاري في قاعة "الفن الرابع" "لطيفة أحرار" التي شاركت في عدد كبير من الأعمال السينمائية، بدأت حياتها في المسرح، ومازالت وفية للركح، تنتهي من عمل لتدخل في آخر مخرجة حينا وممثلة أحيانا، عاشقة أبدية للفن الرابع هذه المرة، اختارت "لطيفة أحرار" أن تكون مخرجة لمسرحية "واحد، زوج، ثلاثة" عن نص عالمي ل"هارولد بنتر" ترجمه "محسن زروال"... مع تنامي الاهتمام باختيار مرجعيات عبثية أو واقعية مباشرة بخطابها المألوف، وصورها، وأحداثها، لترسيخ المسرح الذي رسم توجهه بهذه الاختيارات، توجهت المخرجة، الممثلة "لطيفة أحرار" إلى اختيار آخر، وروضت تجربة أخرى، وسارت نحو شكل آخر لمعنى مسرح أرادت به الابتعاد عن كآبة اللحظة، وكأنها تؤسس فرحا بالضحك، وتكتب بالسخرية زمن الترويح عن النفس وتتجاوز زمن القنوط والضياع والرتابة وتوثق علاقته بالكوميديا وبالمواقف الضاحكة والخطابات الماكرة التي تلعب بالمواقف، وبالمتناقضات، والمفارقات والأهواء، والرغبات، والميولات والأمزجة "واحد، زوج ثلاثة" هي رحلة التداعي والمكاشفة بين زوجين يعيشان نظريا حياة طبيعية سعيدة، قبل أن يستعيدا ماض اكتشفا أنه لم يكن مفرحا كما كانا يعتقدان وأن المسكوت عنه الكثير في حياتهما المشتركة صار يهدد حاضرهما ومستقبلهما أيضا ثلاثة شخصيات على الركح، تجد الشجاعة أخيرا للبوح، فهو الطريق الوحيدة للتجاوز والمصالحة... بتميز كبير، وبسخرية جعلت من القصة التراجيدية كوميديا أضحكت الحاضرين، تحمل أعباء المسرحية ثلاثة ممثلين في منتهى الحرفية والموهبة: "عادل أبا تراب"، "رجاء خرماز"، و"هاجر الحامدي"