شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، صباح الثلاثاء، تفجيرات أسقطت 31 قتيلا و270 مصابا، وتضاربت التقارير الإعلامية عن هوية الانتحاريين والمشاركين في الهجومين فيما يلي أحدث وأدق ما كشفته السلطات عن الضالعين في تفجيرات بروكسل: أولا، هناك أربعة أشخاص أكدت السلطات انخراطهم بشكل مباشر في الهجومين، ثلاثة كانوا في مطار بروكسل والرابع كان في محطة مترو أنفاق مالبييك. لاقى ثلاثة منهم مصرعهم في الهجمات الانتحارية، في حين نجا أحد الثلاثة من المطار، وهو المشتبه به الرئيسي الذي تبحث عنه السلطات البلجيكية الآن وتعتقد أنه كان بمثابة مرشد للانتحاريين الآخرين بالمطار، مكلّف بضمان تنفيذهما الهجمات، وفقا للمدعي العام البلجيكي، وعدد آخر من الخبراء حسب "سي ان ان عربي". إبراهيم البكراوي، البلجيكي البالغ من العمر 29 عاما، هو الرجل الذي يرتدي ملابس سوداء في منتصف صورة كاميرات المراقبة في مطار بروكسل، وهو أحد الانتحاريين الاثنين اللذان فجرا نفسيهما بالمطار. وقال المدعي العام أن الشرطة البلجيكية عثرت على وصية إبراهيم البكراوي، على كمبيوتر ملقى في حاوية نفايات، مضيفا أن الحاوية كانت تقع بالقرب من موقع بحث للشرطة في منطقة سكاربيك، داخل بروكسل، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأربعاء، وتناول فيه أحدث تفاصيل التحقيق في تفجيرات بروكسل، وما توصل إليه المحققون. وجاء في الوصية أن إبراهيم "في حاجة إلى الإسراع" وأنه "لا يشعر بالأمان الآن"، وأنه إن تأخر سينتهي به المطاف "إلى جانبه في السجن،" ولم يكشف المدعي العام البلجيكي عن هوية المشار إليه في السجن، في حين أشار محللو شؤون الأمن إلى صلاح عبدالسلام، المشتبه به الرئيسي في هجمات باريس والذي اعتقلته السلطات البلجيكية، الجمعة الماضي. وإبراهيم كان قد اعتُقل سابقا في تركيا في جوان 2015، وتم ترحيله إلى هولندا، وفقا لمسؤول تركي رفيع المستوى. وقال مكتب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن سلطات دولته أخطرت السلطات البلجيكية عنه بعد اعتقاله بفترة وجيزة. ومن جانبها، قالت متحدثة باسم وزارة الأمن والعدل في هولندا إن سلطات دولتها لم تستطع تأكيد تسلم إبراهيم، وأكدت عمل المسؤولين الهولنديين للتحقق في القضية. نجم العشراوي، ويعتقد عدد من المسؤولين الأوروبيين أن الرجل الذي يرتدي ملابس سوداء أيضا في صورة كاميرات المراقبة في المطار، ويقف إلى جانب إبراهيم البكراوي، من المرجح أنه هو صانع القنابل، نجم العشراوي. ولكن مسؤولا بلجيكيا رفيع المستوى في مكافحة الإرهاب قال إن السلطات لم تتأكد بشكل قاطع من هوية الانتحاري الثاني الذي قُتل في مطار بروكسل، وهم يبحثون حاليا في سجلات الحمض النووي وبصمات الأصابع، للتحقق من ذلك. ما أكدته السلطات عن العشراوي هو أنه، يبلغ من العمر 24 عاما، وُلد في المغرب، ولكنه نشأ في بلجيكا ودرس الهندسة الإلكتروميكانيكية في كلية في بروكسل، وفقا لما نشرته وسائل الإعلام البلجيكية. وهو مشتبه به على صلة بهجمات باريس. وعثرت السلطات البلجيكية على حمضه النووي في منازل في جنوببلجيكاوبروكسل، والتي استخدمها الإرهابيون، وفقا لمكتب المدعي العام البلجيكي في بيان، جاء فيه أيضا أن العشراوي سافر إلى سوريا في فيفري عام 2013. خالد البكراوي، هو شقيق إبراهيم، وهو منفذ الهجوم الانتحاري في محطة مترو أنفاق مالبييك. وكان الانتربول قد نشر "إشعارا أحمر" بحق خالد، معلنين أن السلطات البلجيكية تلاحقه لتهم تتعلق بالإرهاب، ولم يتضح متى أصدرت الانتربول هذا الإشعار. ولكن يبدو أن الانتربول لم يُصدر "إشعارا أحمر" بحق شقيقه إبراهيم. ومثل العشراوي، اتُهم خالد البكراوي وشقيقه إبراهيم، بصلات مباشرة بهجمات باريس التي وقعت في نوفمبر الماضي، ووفقا لمصدر بلجيكي أمني، استأجر خالد شقة في منطقة "فورست" في بروكسل، التي اختبأ فيها صلاح عبدالسلام قبيل اعتقاله. هذا وتبحث السلطات البلجيكية الآن عن المشتبه به الرابع الذي يظهر مرتديا ملابس بيضاء وقبعة، في الصورة مع إبراهيم والرجل الآخر الذي يُرجّح أنه نجم العشراوي، في صورة كاميرات مراقبة المطار. وأكد المدعي العام البلجيكي أنه ترك قنبلة ثالثة اتضح أنها "أثقل" المتفجرات الثلاثة في المطار، والتي فجرتها السلطات البلجيكية بشكل مخطط له في وقت لاحق ولم تتسبب في جرح أحد حسب ذات المصدر.