قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جنتيلوني، إن "وزراء الخارجية المعنيين بالشأن الليبي سيشاركون في اجتماع سيعقد بالعاصمة النمساوية فيينا، في 16 آيار/مايو المقبل، بحضور وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، للتأكيد على ضرورة تأمين الوضع في ليبيا والعمل على نجاح حكومة فائز السراج. وأوضح جنتيلوني في مؤتمر صحفي مشترك، اليوم الإثنين، مع نظيره التونسي خميس الجهيناوي في مقر الخارجية التونسية، أن "تحسن الوضع واستقراره في ليبيا، سيكون له وقع إيجابي على استقرار منطقة جنوب المتوسط بأكملها". وأضاف أن "الوضع في ليبيا متجه نحو الاستقرار، وإيطالياوتونس متضامنان تمامًا مع حكومة السراج، وستسعيان بشتى الطرق لدعمها أكثر حتى تتمكن من الأخذ بزمام الأمور"، مشددًا على أهمية التعاون الأمني بين البلدين لتأمين الحدود التونسية الليبية والقضاء على ظاهرة الإرهاب. من جانبه أكد وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، حرص بلاده على إنجاح المسار السياسي في ليبيا ودعمها حكومة الوفاق الوطني، مشيرًا إلى الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الحبيب الصيد، الجمعة الماضي إلى طرابلس، في هذا الإطار. وأخفق مجلس النواب الليبي خلال الشهرين الماضيين في عقد جلسة رسمية للتصويت علي منح الثقة للتشكيلة الحكومة التي تقدم بها السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن جولات من الحوار السياسي الليبي بين أطراف النزاع، بإشراف أممي. وترى الدول الغربية في "حكومة الوفاق"، أفضل أمل في التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا، ومنع تدفقات المهاجرين عبر البحر المتوسط، واستئناف إنتاج النفط لإنقاذ اقتصاد ليبيا. وفي السياق ذاته، قال التلفزيون الإيطالي الرسمي، اليوم، نقلًا عن باولو جنتيلوني، دعوته إلى منح دور في المرحلة الانتقالية، للجنرال الليبي خليفة حفتر الذي يقود القوات المسلحة في برقة ويعارض حكومة السراج. وأضاف جينتيلوني بالقول "أعتقد أنه في حال اعترافه بسلطة الحكومة التي يرأسها فائز السراج ويدعمها المجتمع الدولي، فإنه يمكن لحفتر أن يكون له دور في المرحلة الانتقالية". وأوضح أنه "كما هو الحال دائمًا، في كل مسيرة ترمي إلى تحقيق الاستقرار بعد مراحل الصراعات والحروب فإن المشكلة تكمن في القدرة ضمن العديد من الميليشيات التي تقاتل، على تكوين هيكلية عسكرية موحدة متصلة بسلطة مركزية تحظى بالاعتراف السياسي". وأشار أن "هذا لا يتم قط من خلال الإلغاء، ولكن من خلال أشكال التقاء ومشاركة من جانب مختلف الميليشيات والقوات المسلحة في جيش وطني معترف به من قبل الحكومة". ويجري وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جنتيلوني، زيارة عمل إلى تونس اليوم الإثنين، على رأس وفد هام من رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، للمشاركة في منتدى الأعمال التونسي الإيطالي الذي ينعقد اليوم بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. ووفق جنتيلوني فإن 150 مستثمرًا إيطاليًا يشاركون في المنتدى، وإن وجودهم في تونس يؤكد أهمية التبادل الاقتصادي بين البلدين، والذي يصل قيمة التبادل التجاري فيه إلى 5 مليارات يورو، مشيرًا إلى وجود أكثر من 700 شركة ايطالية موجودة في تونس يعمل فيها قرابة 70 ألف شخص. وإيطاليا هي الشريك الاقتصادي الثاني لتونس بعد فرنسا.