كان اليوم الأول من شهر رمضان المعظم كغيره في السنوات الماضية على مستوى البرامج التلفزية التي يتم إعدادها خصيصا لتأثيث سهرات هذا الشهر المبارك. فقد اتفقت جل القنوات التلفزية التونسية، دون أن تتفق أصلا، على أن يتم بث كل برامجها في نفس التوقيت على مختلف القنوات العمومية والخاصة، فكان المشاهد، الذي يتطلع إلى اكتشاف ما تم إعداده دون استنقاص لقيمة الأعمال المنجزة، يلهث من قناة نحو أخرى فيبدأ مشاهد متقطعة من الكاميرا الخفية التي حملت عناوين عدة هذا العام، ثم يعيش نفس السيناريو بعدها ليشاهد المسلسلات "الضخمة" والأعمال "الكبرى" التي خص بها الشهر فلا يفهم شيئا من"نسيبتي العزيزة" على نسمة إلى "أكابر" قناة حنبعل إلى" وردة وكتاب" الوطنية الأولى إلى "أولاد مفيدة" على الحوار التونسي وغيرها فلا يمسك بأي طرف لأن المشاهد إن أكمل مشاهدة أي حلقة فإنه لن يتابع بقية المسلسلات لأنها تأتي كلها في وقت واحد تقريبا مع بعض التفاوت الذي يمضي في الجينيريك.. والمشكلة أنه بعد تخمة الأكل وتخمة المسلسلات تقفر القنوات التلفزية ولا تجد ما يشدك فيها تقريبا وبعد العاشرة والنصف ليلا لا تجد فيها ما يشدك إليها دون مبالغة... نتفهم أنه المنافسة وجلب انتباه أكثر ما يمكن من المشاهدين لتصدر المراتب الأولى في نسب المشاهدة لكن ما الفائدة والمشاهدة لا يستسيغ هذا التزامن الذي يشتت تركيزه واهتمامه؟ ما ضر لو كان هناك تباعد بين المسلسلات والبرامج الخاصة برمضان على القنوات التلفزية؟ وأي قيمة لمسلسل يستنزف أموالا طائلة لإنجازه ولا يحظى بالمشاهدة كما ينبغي؟ألا يهضم ذلك جهود الممثلين ؟...