على الرغم من طبيعة المرحلة وجسامة التحديات فإن كل المعطيات المتوفرة داخل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وفي محيطه هذه الأيام تنبئ بأجواء من الثقة والطمأنينة التي يؤكد مطلعون على نشاط الحزب أنها ستكون كافية لانجاح أعمال المجلس المركزي الذي سيلتئم بطبرقة غدا وبعد غد. فبخلاف ضغط الوقت اتضح بالمكشوف ان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تخلّص من كل المعوقات الداخلية والخارجية وتأكد بما لا مجال فيه للشك أو القدح. أن الحزب يسير على السكة الصحيحة وأنه يقطع الخطوات الواحدة تلو الأخرى بحكم ما ترسخ في أذهان مختلف المناضلين من القيادات العليا والوسطى التي ستجتمع نهاية هذا الأسبوع وأن تعدد «المشاغل والمشاكل» لا يمكن أن يغيب أجواء التفاؤل المنتشرة على شفاه وفي صدور الجميع أمام القناعة الراسخة لدى «الكل» بأن الخيار الديمقراطي هو الحل الذي سيتبع للحسم في كل الملفات المطروحة والطارئة أو المستجدة. تخلص من الضغوطات وعلى خلاف ما تسعى بعض الأطراف إلى الايحاء به فإن أجواء من الثقة الرفيعة تواجدت في علاقة السلطة والإدارة بالحزب، بعد أن واصلت الإدارة تعاملها الطبيعي مع الهياكل القانونية للحزب إذ تم في غضون الأسبوع المنقضي صرف القسط الأول من منحة التمويل العمومي للأحزاب (62 ألف دينار) وهو الأمر الذي مكّن الحزب من خلاص جزء من ديونه وسهل عليه التحرك المادي والأدبي اعدادا للمرحلة القادمة. وبعيدا عن «السياسية» و»المالية» وفي إطار سلوك انساني سارعت السلطة في أعلى مستوياتها إلى التدخل مؤخرا لفائدة الأستاذ عبد الملك العبيدي عضو المكتب السياسي المكلف بالنظام الداخلي ومكّنته من تكفل عمومي بمصاريف علاجية باهظة عجز عن أدائها المعني وهو اجراء سبق أن انتفع به عدد آخر من المعارضين. وفي الحقيقة فإن الحياد الذي أبدته السلطة السياسية والادارية في تعاملها مع ملف أحد أهم أحزاب المعارضة على الساحة الوطنية خلّص الحزب من «أتون» صراعات كان يمكن أن يقع فيها لو حدث عكس ما تم نظرا لحساسية الموضوع ودقته ووفرت الوضعية الهادئة سقوط عدة «تخطيطات في الماء» وفنّدت إدعاءات الكثيرين وأعادت رسم خطط آخرين ووفرت قدرا رفيعا من الهدوء والطمأنينة. وفي كل الحالات سيدخل الاتحاد الديمقراطي الوحدوي مجلسه المركزي في أجواء من الثقة والتفاهم لتحديد الوفاق النهائي حول كيفية اقرار المرحلة الجديدة للحزب في ظل حالته الراهنة التي تأكد الجميع من أنه لا بدّ لها من حلول عاجلة وأكيدة، وسيختار «أعضاء المجلس» أحد خيارين إما مواصلة الاعداد للمؤتمر المقرر في النصف الثاني من شهر أوت أو تحويل المجلس إلى فضاء لسد الشغور الحاصل في قيادة الحزب وتصعيد أمين عام جديد يسهل على الحزب المشاركة الفاعلة في المواعيد الانتخابية القادمة ويمكنه من المحافظة على مكاسبه والتحضير الجيد للمؤتمر الوطني الثالث للحزب بما يضمن التفاف كل المناضلين ومشاركتهم جميعا في تحديد ملامح المرحلة الجديدة لحزبهم. حرية وأريحية وفي منأى عن كل «الضغوطات» سيتحرك المجلس الوطني للوحدوي بمنتهى الحرية والأريحية ليقيّم وضع الحزب ويرسم مستقبله ويحدد ما شاء له من التوجهات القادرة على النهوض بأدائه والارتقاء بنشاطه إلى حجم الطموحات التي تتملّك كل المناضلين وقد أكدت اللقاءات الجهوية ومؤتمرات الجامعات حجم الوعي بالمسؤولية الذي يقف عند حدوده كل المناضلين وحقيقة الالتفاف الموجودة في محيط الحزب لتدعيم حظوظه وجمع صفوفه وشهدت لقاءات جهتي تونس ومنوبة تعبير عدد هام من الأساتذة الجامعيين والنقابيين والمثقفين عن رغبتهم في الالتحاق بالحزب أو العودة إلى هياكله في اشارة تبرز حجم «الهدوء» الموجود داخل الحزب. التحاق وتأكيدا على ما سبق بيانه في الفقرات السابقة حصلت «الشروق» على معطيات تثبت تخلي مجموعة الوحدويين الأحرار بصفة رسمية عن مطلب تكوين حزب سياسي عبر المراسلة التي وجهها السيد البشير اليحياوي إلى وزارة الداخلية في الغرض والتي حصلت «الشروق» على نسخة منها وقد أشار الأستاذ فيصل الزمني ل»الشروق» ان المجموعة قررت حلّ نفسها وكلفت أعضاءها المنضويين تحت لواء المجلس الوطني للاتحاد الديمقراطي الوحدوي بحضور أشغال المجلس الوطني الذي سينعقد بداية من يوم غد. ويعتبر هذا الاجراء خطوة أولى في طريق تحقيق المصالحة الشاملة داخل الحزب وسيتعين على «مجموعة الوحدويين الأحرار» القيام بخطوات أخرى قادمة على ضوء ما سيقرره المجلس الوطني من طرائق وكيفيات لعودتهم إلى حضيرة الحزب على اعتبار «الحدة» التي رافقت خروجهم وتخليهم عن الخط العام للحزب وهو الأمر الذي أقره المجلس الوطني للحزب الذي انعقد السنة الفارطة بجهة قابس والذي يتطلب من ثمة قرارا جديدا بقبول العودة.