تونس الصباح: خلال طرح النقائص والمجالات التي تحتاج إلى اصلاح في قطاع تعليم السياقة في بلادنا غالبا ما تتصل الملاحظات أساسا بمستوى برامج التكوين وأداء المشرفين على التكوين والتقييم ... وهي مواضيع بدأت في الحقيقة تتحسس طريقها إلى الإصلاح والتأهيل بعد الشروع في اصدار وتنفيذ جملة من الإجراءات تخص تداول الممتحنين (بكسر الحاء) بين مراكز امتحان الحصول على رخص السياقة والشروع في تطبيق مناطق جولان جديدة تعتمد في الإختبار التطبيقي لإمتحان رخص السياقة تضمن نجاعة اكبر في تقييم آداء المترشح، هذا إلى جانب جملة من الاجراءات التي لا تزال قيد الدرس على غرار التفكير في استبدال مطالب الترشح الحالية بمطلب يوجه عبر البريد الإلكتروني والرد أيضا على هذه المطالب من قبل وكالة النقل البري عبر الأنترنات واجراء ثان يتعلق بتخصيص سيارات لاجراء الاختبارات التطبيقية... لكن لا تزال بعض الجوانب الاخرى والهامة تحتاج بدورها إلى تأهيل على غرار ظروف اجراء الاختبار التطبيقي والمقصود الفضاءات المخصصة لذلك. ظروف غير مريحة من خلال الاطلاع على ظروف اجراء الاختبار التطبيقي للحصول على رخص السياقة سواء اختبار الجولان أو اختبار المناورة وانطلاقا مما عبر عنه عدد من أصحاب سيارات تعليم السياقة ومترشحين، نجد أن ظروف اجراء الاختبار غير مريحة وقد يكون لها تأثير على آداء المترشح كما على آداء المهندس المكلف بعملية التقييم. كيف ذلك؟ نذكر على سبيل المثال ظروف اجراء الاختبارات على مستوى أريانة وهي ظروف تقربيا مشابهة لبقية المناطق سنجد أن المكان المخصص كنقطة انطلاق لاجراء امتحان الجولان، والذي يقضي فيه المترشح مصحوبا بصاحب مدرسة السياقة وقتا لا بأس به من انتظار دوره لاجراء الاختبار خاصة وأن عدد المهندسين المباشرين لعملية التقييم قد لا يتوفرون بالشكل الكافي والمتناسب مع عدد المترشحين ،لا يحتوى على أي مرفق لا للجلوس ولا للتوقي من حرارة الشمس صيفا والمطر شتاء ولا حتى لقضاء حاجة بشرية أو اقتناء قارورة ماء إلى درجة أن عددا من المترشحين وبفعل التوتر النفسي الذي يرافق الاستعداد لإجراء اختبار يغمى عليهم وهو ما أكده عدد من اصحاب مدارس تعليم السياقة ...الظروف ذاتها عند اجراء اختبار المناورة لأن الأماكن التي تخصص لإجراء هذا الإختبار عادة ما تكون في تقاسيم جديدة في طور التهيئة أو أماكن مشابهة تكون خالية ايضا من الظروف الملائمة ليكون المترشح والمهندس المشرف على التقييم في حالة نفسية جيدة تضمن التركيز والآداء الجيد للطرفين... ما تجدر ملاحظته ايضا أن تخصيص أماكن مثل التقاسيم الجديدة لاجراء اختبار المناورة تطرح اشكالا آخر حيث ستكون الوكالة الفنية للنقل البري مضطرة لتغيير المكان بعد بناء تلك التقاسيم وتحولها إلى مناطق عمرانية. فضاءات قارة وإذا كان التوجه نحو تأهيل منظومة تعليم السياقة في بلادنا يهدف إلى القضاء على النقائص وضمان مستوى تكوين وتقييم جيد فالأكيد أن تحسين ظروف أماكن اجراء الاختبار هي حلقة من حلقات الإصلاح . نشير في هذا السياق إلى أن الاقتراح الأقرب إلى المنطق هو أن تعمل الوكالة الفنية للنقل البري على إيجاد أماكن قارة ومهيأة لاجراء اختبار المناورة وأن تعمل على أن تكون نقطة انطلاق اختبار الجولان من مكان يستطيع أن يوفر ظروفا مريحة لجميع المتدخلين في منظومة الحصول على رخصة السياقة للمشرف على التكوين و للمترشح والمهندس.