قال رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي «إن الخائفين من النموذج التونسي ومن نجاحه هم الذين يعملون على افشالنا» مؤكدا في حوار على أمواج إذاعة «موزاييك» وجود محاولات لنقل الفشل في عدد من الدول إلى تونس مشددا على أن تلك المحاولات لن تنجح لأنها تستهدف جسما متينا، متوجها للإرهابيين بالقول: «خسئتم وخسأ مسعاكم». وأضاف الغنوشي «إن تونس في حالة قوة ولن ينجحوا في مسعاهم»، مشيرا إلى أن بلادنا تستمدّ هذه القوّة من عدة عوامل أولها الدستور الذي لم يجف حبره بعد ليعتبر أن الإرهاب هو صنيع الدول ويتغذى من عدة عوامل غير متوفرة في تونس وبالتالي فإنه لن يستطيع تحقيق أهدافه لأنه لن يجد الأرضية المناسبة لذلك. وأكّد الغنوشي أنّه بالرغم من وجود بعض الثغرات وبعض الإخلالات فإن «فيروس» الإرهاب لن يستطيع أن يستقر في تونس وأن مآله الزوال وأن «ما يصلنا هو مجرد رذاذ» مشدّدا على أن العمليات الارهابية التي تعرضت لها تونس هي نتيجة لوضع اقليمي له تداعيات على بلادنا، مشيرا إلى أن الإرهابيين الذين نفذوا تلك العمليات تدربوا في الخارج وأن الأسلحة جلبت أيضا من الخارج. من جهة أخرى اعتبر الغنّوشي أنّ دعوة الباجي قائد السبسي للمصالحة جاءت في وقتها وأنه لا يملك إلا تأييدها، مشددا على دعوة الحركة في أوقات سابقة للمصالحة مؤكّدا على ضرورة المصالحة بين العلمانيين والإسلاميين وبين «القديم» و«الجديد»، دون أن يمنع ذلك من المحاسبة عن طريق العدالة الانتقالية مبيّنا أن «المصالحة الشاملة فكرة أساسية في كل الأوقات وخصوصا في أوقات الشدة»، في اشارة إلى العملية الإرهابية الأخيرة بباردو. وقال الغنوشي إنّه ضد دعوات الإقصاء الصادرة عن عدد من الأطراف، مضيفا «أوشكنا أن نتورط في تحصين الثورة»، مشيرا إلى ما يمكن أن ينجر عن ذلك من مشاكل لا تحمد عقباها مشدّدا في الآن نفسه على ضرورة العدالة الإنتقالية التي يجب أن تكون غايتها بعيدا عن الانتقام متابعا القول «نحتاج إلى فتح الجروح ومعالجتها بدون تعسف وانتقام»، معتبرا أن مسار العدالة الانتقالية سيتطلب وقتا. وانتقد الغنوشي بقاء عدد من مشاريع رجال الأعمال معلقة ومنع عدد آخر من السفر، معتبرا أن ذلك يسبب خسارة لهم وللاقتصاد الوطني عموما مؤكّدا أن حركة «النهضة» قامت بمراجعة نفسها داخليا كما راجعت نفسها على المستويين الايديولوجي والسياسي وأنّها تستعد لمزيد من المراجعة خلال مؤتمرها المقبل، مشيرا إلى أنها «لا تفعل ذلك نتيجة ضغط بل عن قناعة». وحول الأوضاع داخل الحركة قال الغنوشي إنّه من المرجّح أن يعود القيادي السابق ورئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي إلى الحركة مؤكدا أن الحوار لم ينقطع معه. كما أكّد أن الخلاف مع عبد الحميد الجلاصي إنتهى وأنه عاد إلى منصبه كنائب لرئيس الحركة.