قضت الهزيمة الأخيرة في دور مجموعات كأس الإتحاد الإفريقي أمام الملعب المالي على آمال الترجي الرياضي في قلب المعطيات في المجموعة والمنافسة على أحد المركزين المؤهلين إلى المربع الذهبي حيث قبع الفريق في مؤخرة الترتيب في أعقاب مرحلة الذهاب بصفر من النقاط وهي حصيلة لا تليق بالمرة بشيخ الأندية التونسية الذي أصبح اليوم شبحا لذلك الفريق العملاق الذي يصول ويجول في القارة السمراء. نتيجة طبيعية لمستوى المجموعة في الحقيقة وللأمانة فإن هذه النتيجة الكارثية بعد ثلاث جولات تعتبر عادية جدا وطبيعية للمستوى الفني المتواضع للمجموعة ككل بما في ذلك ركائز الفريق الذين عجزوا على تقديم الإضافة وحمل القاطرة إلى الخروج من هذه الفترة بأخف الأضرار الممكنة. إذن فإن مستوى كل اللاعبين بدون أي استثناء لم يرتق إلى الدرجة التي تسمح للترجي الرياضي بالتألق في مثل التظاهرات وتحقيق النتائج الإيجابية وهو فشل فردي ذريع أثر طبيعيا وبصفة آلية على المردود الجماعي للفريق ومروره بجانب الموضوع في كل المواجهات والظهور بمستوى لا يقدر على منافسة الفرق الأخرى بالندية المطلوبة ... هذا الفشل الفردي شمل كل العناصر بداية بالحارس معز بن شريفية الذي غابت عليه الإضافة التي كان يقدمها وتصدياته الناجعة وقبل بالتالي أهدافا كان من المفروض أن يتفادها ومرورا بالخط الخلفي الذي عجزت عناصره على مجاراة الضغط الهجومي للمنافسين والتفوق في الحوارات الثنائية والوقوف أمام محاولاتهم مظهرين بالمناسبة انحلالا أقل ما يقل عنه انه غريب ولا يليق بلاعبين في فريق كبير، نفس الشيء ينطبق على وسط الميدان الذي وعلى الرغم من التعزيزات التي شملته لم يرتق لاعبوه إلى المستوى المطلوب ولاحت عليه سلبيات كبيرة هجوميا ولم ينجح أي عنصر منه في القيام بالدور الهجومي والإضطلاع بخطة المموّن للخط الأمامي بالكرات السانحة للتهديف... أما عن الهجوم فحدث ولا حرج فإن السمة الأساسية للاعبيه هي العقم الهجومي والتفنن في إهدار الفرص السهلة للتهديف بطريقة غريبة جدا تعطينا فكرة واضحة على حقيقة إمكانياتهم المحدودة التي تجعلنا نتساءل عن كيفية وصولهم إلى ارتداء زي فريق كبير مثل الترجي الرياضي. السلبيات لا تمهد إلى الإنتصارات إذن فإن السلبيات في الترجي الرياضي الحالي عديدة وكبيرة وشاملة ومن الطبيعي أن يكون الأداء على تلك الشاكلة المتردية وأن تكون النتائج السلبية في الموعد ، فما بذلك الدفاع الهش يمكن للفريق أن ينهي مقابلاته بشباك عذراء ولذلك نرى الأهداف مستمرة في مرمى بن شريفية ، وما بمثل ذلك الوسط يمكن إحداث النقلة النوعية على المردود الجماعي للفريق وخاصة من الناحية الهجومية التي تبقى المشكل الكبير في هذا الخط الذي يتعدّد فيه اللاعبون لكن دون قيمة فنية «كثرة من غير بركة»، وما بمثل هؤلاء المهاجمين يمكن للأحمر والأصفر أن يغالط الخطوط الخلفية للمنافسين وإنهاء الهجومات على الطريقة المثلى. النقائص عديدة ومتنوعة في كل الخطوط بدون أي استثناء وهذا ما جعل المردود مترديا إلى درجة غريبة جدا تستدعي الحيرة لأن الحلول منعدمة في هذه الحالة وتجعل المستقبل غامضا بل ومخيفا للمسؤولين والأحباء على حد السواء. ول«أنيغو» نصيب كذلك الوجه الضعيف الذي ظهر عليه الترجي الرياضي في ثلاث مقابلات متتالية والذي تسبب فيه اللاعبون القدامى والجدد على حد السواء بشكل كبير لا يستثنى منه المدرب الفرنسي جوزي أنيغو الذي تعدى الشهر على تواجده في حديقة الرياضة «ب» ومن المفروض أن يكون قد تعرّف على كل لاعبيه واكتشف مؤهلاتهم وحقيقة مستواهم. فهناك أسماء لا داعي لذكرها أكدت مرارا وتكرار عجزها على إضافة أي شيء للفريق نجدها اليوم في حسابات الفرنسي خصوصا في التغييرات التي يقوم بها وهناك اختيارات في التشكيلة تنمي على عدم فهم أنيغو للاعبين آخرين، هذا إضافة إلى بعض طلباته الغريبة على مستوى الإنتدابات وعدم وضع إصبعه على مكامن الداء الحقيقية التي يمكن أن ترتقي بالآداء إلى المستوى المطلوب. نحن لا نحكم على هذا الفني بالفشل بل نؤكد أنه ومساعديه يقومون بعمل جبار في التمارين وتخونهم وضعية المجموعة لكن هناك قرارات في شكل جزئيات كان من المفروض أن لا تحصل وساهمت في بعض الفشل خصوصا في الهجوم الذي لا زلنا نجد فيه بعض الأسماء التي لم ولن تغني من جوع وهذا ما يجب أن يتدراكه الفرنسي.