لا يغيب عن المتابع للمواقع الإعلامية العربية وخصوصا تلك التابعة للإمارات ، أو الممولة منهما، تركيزها الكبير على ما يدور في تونس واستهدافها خصوصا لقيادات حركة النهضة وخاصّة رئيسها راشد الغنوشي. عناوين مشيطنة وزّعت على مدار 24 ساعة على عديدٍ من المواقع على غرار العربية، سكاي نيوز، الغد، العين الاخبارية الاماراتية، العرب وغيرها من المنصات التي أصبح شغلها الشّاغل تخصيص نافذة للتدخل في الشأن التونسي وتنفيذ حملة مضادة على طرف سياسي هو حركة النهضة مقابل الحماس لدعم أطراف أخرى. وقال رئيس الحكومة الأسبق ونائب رئيس النهضة، علي العريض، في تدوينة على صفحته الرسمية إن هناك حملات مدعومة، ومؤشرات كثيرة تدل على أنها أيضا ممولة من أطراف خارجية لم تكف عن محاولات إفشال ثورة الحرية والكرامة. وتابع "تدل على ذلك المشاركات المستمرة من القنوات التلفزية الأجنبية، المعروفة الانتماء، والمواقع وتصريحات في تلك الدول تقطر حقدا وتحريضا على تونس وتدخلا في شؤونها، وتنويها بالفوضويين عندنا مثل الحزب الاستبدادي الحر وقيادته". وأضاف لعريض "نحتاج كمواطنين ودولة إلى اليقظة وإلى تنشيط ذاكرتنا بشأن تاريخ الفوضويين والمستبدين حتى لا يخدعونا، فلا سلاح عندهم غير الخديعة والاستغفال، والثورة التونسية لم تكن خطأ ولا تدبيرا من قوى خارجية، بل كانت ثورة على الظلم الذي طال أمده وعلى الفساد، وقامت بشكل عفوي وبهمّة عظيمة وروح قوية تنشد الحرية والكرامة الإنسانية وتحقيق العدل ". ودعا لعريض إلى إفشال مخططات الفوضى والانقلاب على المؤسسات وترذيل الحياة السياسية خاصة وقد انخرطت فيها أطراف داخلية مستقوية بوسائل خارجية، وفق تعبيره. يذكر أن حركة النهضة استنكرت في بيان نشرته أول أمس الثلاثاء ما وصفته بحملة التشويه والتحريض الممنهجة التي تواجهها خاصة ضد رئيسها راشد الغنوشي، مشددة على أنها ستقاضي كل الأطراف المتورطة في هذه الحملة الدنيئة والمغرضة. ونددت الحركة بالمدى الذي بلغته هذه الحملة، من إسفاف وأكاذيب، عبر فضائيات وشبكات إعلامية أجنبية معروفة بعدائها للتجربة الديمقراطية التونسية.