في اجابته عن سؤال حول امكانية تحالف حركة النهضة مع حزب نداء تونس في صورة تقارب نتائج الانتخابات بين الحزبين ، تجنب زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي الجواب المباشر ، ورد على السائل بقوله " لدينا في المذهب المالكي مقولة دعها حتى تقع". وحول العزل السياسي قال الغنوشي على هامش الندوة الصحفية التي نضمها حزب النهضة في مقر الحركة بصفاقس : «نحن حريصون على تحصين الثورة وعلى إقصاء رموز الثورة المضادة، لكن هذه المهمة نتركها للشعب ولصناديق الإقتراع حتى لا نكون أوصياء على الشعب الذي يميز بين الخبيث والطيب..بن علي ومن قبله حرصوا على مسح أمخاخ الشعب طيلة 60 عاما، لكنهم لم ينجحوا، ويجب أن نتفق على ان كل الدول التي طبقت تجربة العزل السياسي ندمت عليه لأنه يقسم الشعب إلى نصفين ..ليبيا اليوم تحاول التراجع عن قانون العزل السياسي بعد أن انقسمت إلى قبائ.. لكن هذا لا يعني إعفاء المجرمين من العقاب، ونحن ضد العقوبات الجماعية ففي ديننا الإسلامي الحنيف لا توجد عقوبات جماعية مصداقا لقوله تعالى «وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»، ثم أن رسولنا الكريم قال يوم فتح مكة «اذهبوا فأنتم الطلقاء» مستثنيا في ذلك البعض من رؤوس الإجرام" . وتعقيبا على استشهاد الغنوشي بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابد من التذكير انه وبعد فتح مكة تم العفو والصفح فعلا كما ذكر الشيخ ، لكن لم يتصدر الطلقاء مناصب الدولة ولم يتم تأخير الانصار والمهاجرين وتقديم مسعري احد والخندق والاحزاب ، ولعل الدولة الناشئة استعانت حينها بالقليل القليل من الطلقاء الذي تعهدت فيهم الكفاءة والقدرة ، وعلمت علم اليقين انهم ندموا على أفعالهم في الجاهلية ، وانهم انخرطوا في مرحلة ما بعد الفتح واستجابوا الى جميع متطلباتها ، واصبحت ايديهم وقلوبهم مع دولة الفتح ، وليس فيهم من جاهر بولائه لابي جهل وابقى على شغفه بام الخبائث وواصل استقسامه بالازلام. نصرالدين