قال رئيس الجمهورية الأسبق، المنصف المرزوقي، إن الثورة المضادة قد تمكنت من السيطرة على مختلف البلدان التي زارها الربيع العربي، معتبرا أن قوى أجنبية وداخلية كانت وراء هذا الوضع، مبديا في الوقت ذاته تفاؤلا بشأن مستقبل المنطقة. وأكد المرزوقي خلال مشاركته في نشاط لحزب "العدالة والتنمية" المغربي، أن الربيع العربي فاجأ وأربك المنظومة التي كانت تتحكم بالمنطقة العربية، وهي المنظومة التي قال إنها مبنية على تحالف متين بين الاستبداد الداخلي، وبين الاستعمار القديم والمتجدد. وشدد المرزوقي، في مداخلته بالمنتدى، على أنه تعمق بمعرفة هذا الحلف حينما كان في السلطة بعد ثورة الياسمين في تونس، كما لامسه قبل ذلك حينما كان معارضا لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، مؤكدا أن الثورات فضحت هذا الحلف الاستراتيجي. كما قال المرزوقي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ليست إلا جزءا ظاهرا من جبل الجليد المتآمر ضد الثورات العربية، معتبرا أن ابن زايد ليس إلا وكيلا لجهات أجنبية ولوبيات وشركات بترول دولية وغيرهم ممن لديهم مصالح مع الاستبداد في المنطقة العربية ويسعون للحصول على ثرواتها. وأوضح أن الإمارات التي تطبع مع إسرائيل هي الوكيل المكلف بتدمير الأمة وأحلامها اليوم، قائلا "نحن مع السلام وليس الاستسلام والقضية الفلسطينية هي جزء من التحرر العربي". وتابع: "الفلسطينيون هم الذين بدؤوا الربيع العربي من خلال الانتفاضات المباركة التي قاموا بها ومن خلال صمود أهل غزة". واستدرك: "الثورات المضادة ستصفى كما صفي الاستعمار في الوطن العربي لأن الشعوب تعرف طريق النجاح رغم شراسة هذه الثورات".