نشر الدكتور جاد هنشيري رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان على حسابه الخاص على فايسبوك، مساء أمس السبت، شهادة زميلته بخصوص الساعات الأخيرة في حياه الطبيب الراحل سليم غرس الله، الذي توفي أمس بفيروس كورونا، بعد أن عجزت أقسام الإنعاش بالعاصمة عن استقباله. ويعمل الدكتور غرس الله (48 سنة) بشركة صيدلة بتونس العاصمة. وكشف جاد أنّ عائلة الراحل اتصلت بالرقم 190 بعد تدهور حالته الصحية، لينصحوهم بزيارة طبيب للمريض قبل اتخاذ أي إجراء. وبعد الكشف الطبي، استوجبت حالته النقل الفوري للإنعاش، إلا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم وجود سرير انعاش لاستقباله. وقالت الطبيبة في شهادتها: '' بعد نصف ساعة والمريض تحت التنفس الاصطناعي، لم نجد سرير إنعاش في المستشفيات التي تأوي مرضى كورونا. نقلناه إلى قسم الاستعجالي بمستشفى لا يوجد به قسم كوفيد 19 ولا أدوات حماية، وتسلمته طبيبة شابة أداة الحماية الوحيدة لديها كمامة...". وأطلق عدد من الأطباء صيحة فزع في خصوص الوضع الوبائي في تونس وتواصل انتشار فيروس كورونا، واستفحال عدد الوفيات والإصابات الجديدة أمام مستشفيات مهترئة وتجهيزات قديمة ومفقودة في كثير من الأحيان. وعبّر الطبيب في مستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة، منذر الونيسي، في تدوينة نشرها على صفحته بفايسبوك، عن استغرابه من اختفاء الأمصال المخبرية بشتى أنواعها، إضافة إلى المساعدات والأموال التي تم الحديث عنها بشكل كبير في الموجة الأولى من الوباء. وقال إن "هناك بهتة كبيرة الآن من وزارة الصحة والدولة.. لا نرى تنسيقا بين الوزارات ولا تكاملا بين الأجهزة ولا حتى تواصلا لعمل الدولة. نحن الآن عاجزون عن علاج المرضى وإيوائهم بمستشفياتنا. ولا وجود لأسرّة إنعاش فارغة ". وقد أصدر المجلس الجهوي لعمادة الأطباء بتونس أمس السبت بيانا أكد فيه أن الوضع الصحي في البلاد حرج للغاية وخطر. ونعى المجلس الجهوي لعمادة الأطباء الدكتور سليم غرس الله، بعد أن أظهرت المعطيات الأولية وجود صعوبات في التكفل بحالته. وعبرت العمادة، في بلاغ لها عن قلقها الشديد إزاء تطور الوضع الوبائي في البلاد، داعية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لوقف انتشار فيروس كوفيد 19. كما طالبت بإعادة النظر في الإجراءات المعتمدة لاستقبال المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا من أجل مزيد حماية الإطارات الطبية من العدوى، ومنع تكرر مثل هذه الحالات في المستقبل.