قال الدكتور منذر الونيسي، رئيس اللجنة الصحية بمجلس شورى حركة النهضة، إنّ اتخاذ قرار بفرض الحجر الصحي العام يمكن أن يؤدّي خلال 90 يوما إلى الحدّ من انتشار فيروس كورونا. وأشار الونيسي، خلال ندوة صحفية، عن بُعد، عقدتها اليوم الخميس حركة النهضة، إلى أنّ تونس تمرّ بحالة طوارئ صحية، وهي الآن تعيش الموجة الثانية من انتشار فيروس كورونا وهي خطيرة جدا، وذلك بعد بلوغ 84 ألف حالة، حسب التحاليل المجراة. وشدّ الونيسي على أنّ الوضع مقلق وخطير نظرا إلى الصعود الصاروخي للوباء، وفي ظل إجراءات غير كافية، وفق تعبيره. وقال الدكتور الونيسي إنّ هناك ثلاثة احتمالات لتطور الوباء وفق منوال إحصائي يطرحه أغلب المختصين في العلم الوبائي: 1- الذهاب إلى الحجر الصحي العام، وهو ما سيؤدي إلى تجنب آلاف الوفيات والإصابات. 2- إذا اكتفينا بالإجراءات الوقائية مثل غسل الأيدي والكمامات والتباعد، يفضي هذا المنوال حتى آخر شهر مارس إلى حوالي 300 ألف وفاة ونحو مليوني إصابة. 3- إذا حافظنا على الإجراءات الحالية، مثل حظر التجول الليلي وتحديد توقيت العمل، فإنّنا ننزل إلى 100 ألف ضحية حتى نفس الفترة المذكورة. أمّا تطبيق الحجر العام فينزل بالحالة الوبائية إلى 4 آلاف ضحية، وينتهي الوباء خلال 90 يوما، وفق الونيسي. وأكّد المتحدث أنّ الحجر العام هو الحل. ولكن قرار اتخاذه يتجاوز اللجنة العلمية إلى أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية. فالمشكل ليس صحيا فقط بل هو سياسي واجتماعي واقتصادي، وفق تقدير الونيسي. واعتبر المتحدث أنّه أمام صعوبة اتخاذ قرار الحجر العام، فإنّ تونس إزاء "مشكل وطني وسياسي قد يؤدّي إلى عواقب وخيمة في غياب مجهود وطني جامع". وقال الدكتور الونيسي إنّ حركة النهضة تطالب بالمشاركة في بعث مجلس أعلى للصحة برئاسة رئيس الحكومة، لا يلغي المجلس الأعلى للصحة صلب وزارة الصحة، بل يكون مجلسا أعلى برئاسة الحكومة ينسق المجهود الوطني العام. ودعا الونيسي إلى رفع ميزانية وزارة الصحة إلى 12 بالمائة من ميزانية الدولة. وقال: "نحن الآن في حالة حرب حقيقية مع الوباء، ومثلما كسبنا الحرب على الإرهاب بمضاعفة ميزانيتي وزارتي الدفاع والداخلية والانتدابات، فإنّنا نطالب بفتح الانتدابات في القطاع الصحي لأنّ القطاع يشهد نقصا فادحا في عدد الممرضين والأطباء، خاصة وأنّ عددا منهم مسّهم الوباء، ونحن نقترب من 3500 إصابة بين أعوان الصحة والأطباء". كما تطالب حركة النهضة بتعزيز أسرّة الإنعاش وأجهزة الأكسيجين والذهاب فعليا في إنشاء مستشفيات ميدانية، على غرار مستشفى قبة المنزه. ولاحظ الدكتور منذر الونيسي أنّ الإجراءات المتخذة منذ أول أكتوبر الماضي، ساهمت في عملية إبطاء تطور الوباء لكنه لا يزال قويا وسريع الانتشار. ورغم أنّ هذه الإجراءات غير كافية، فإنّ التراجع عن بعضها لا يبشّر بخير، وفق تعبيره.