بين التصديق والتشكيك، لا يزال ملف الطرد المشبوه محلّ جدل في تونس خاصة بعد ان اكدت النيابة العمومية ان الظرف المثير للجدل لا أثر فيه لمادة سامة أو مخدرة أو خطيرة أو متفجرة. الى ذلك، أعاد ملف "الطرد" مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة الى دائرة الجدل، خاصة في ما يتعلق بدورها في مؤسسة الرئاسة وبالاشاعات التي تشير الى انها صاحبة الكلمة في القصر الرئاسي، فيما لم يستبعد البعض ان تكون لها يد في قصة الطرد المشبوه، مشيرين الى ان القصّة من بنات أفكارها. وتحولت رواية الرئاسة الى مصدر تندر وتشكيك بين السياسيين الذين اعربوا عن استغرابهم من وصول ظرف لا يحتوي على اسم او عنوان الى مديرة الديوان التي قامت بفتحه. وقال النائب عن حزب قلب تونس، عياض اللومى، عبر حسابه على فيسبوك، إن قصة الطرد المسموم فبركة وكذبة كبرى، مؤكدًا أن هذه الكذبة ضربة للأمن الجمهوري وللمنظومة الأمنية عمومًا، والتى لا يُتصور لحظة واحدة أنها يمكن أن تتجاوزها الطرود المزعومة إلى أن تصل إلى مديرة الديوان الرئاسي، دون أن يتفطن أحد. وتابع ''مديرة الديوان الرئاسي تدعي أنها أصيبت، في حين هي حاضرة في مجلس الأمن القومي والذي أبدع خلاله رئيس الجمهورية في خلق التوتر في المناخ العام وخرق الدستور". واضاف اللومى: "مستحيل بكل المقاييس أن يحدث ذلك، لأن الأمن التونسى مهنى ودقيق ولا يمكن أن يرتكب أخطاء.. إحنا فى جمهورية الموز؟!". بدوره، اكد الكاتب و المحلل السياسي بولبابة سالم انه بعد تأكيد المصالح الفنية بوزارة الداخلية و النيابة العمومية خلو الطرد من مواد خطرة فإن على رئيس الدولة الذي لا يشكك في صدقه ان يحاسب المسؤولين عن الفضيحة و كل من ساهم في هذه المسرحية السخيفة التي أساءت الى صورة تونس. وتابع بولبابة سالم في تدوينة نشرها على صفحته بالفايسبوك "لا ادري ماهو شعور من شاركوا في المسرحية السخيفة، هذا اذا كان لهم شعور.." بدوره كتبت المدون معاذ عكاشة :" يجب اقالة مديرة الديوان وعدد من المستشارين واختيار ناس أكثر كفاءة ودراية بالسياسة، وأكثر عقلانية على رأس الديوان". وتابع عكاشة " مؤسسات الدولة في وضع كالذي نشهده، لا تتحمل مزيد من التفرقة والعبث من بعض العابثين انتم براءة منهم". يذكر ان مصدر من مؤسسة رئاسة الجمهورية، اكد امس الخميس إن مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة عادت إلى مباشرة عملها لكنها مازالت تحت المراقبة الطبية. وذكر المصدر، في تصريح لوكالة فرانس 24، أن الحالة الصحية لنادية عكاشة، إلى حد الآن، طيبة، مشيرا إلى أن التحاليل التي أجريت عليها نتائجها عادية. وكانت الرئاسة قد أعلنت الخميس توجه مديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة إلى المستشفى لإجراء فحوص بعد فتحها طردا موجها إلى الرئيس قيس سعيّد، وتحدثت عن محاولة تسميم رئيس الجمهورية. وحسب البيان "شعرت عكاشة إثر فتحها الطرد بحالة من الإغماء والفقدان لكلي لحاسة البصر فضلا عن صداع كبير في الرأس"،واشار البيان الى انه "وضع الظرف في آلة تمزيق الأوراق قبل أن يتقرر توجيهه إلى مصالح وزارة الداخلية". في المقابل، قال أستاذ علم السموميات عبد الرزاق الهذيلي في تصريح لإذاعة شمس إنه لا يمكن الجزم بتسبب مادة سامة في فقدان البصر ثم استعادته. وأضاف عبد الرزاق الهذيلي أنه عادة تتسبب المواد السامة في اِنهِمار الدموع بكميات كبيرة وحروق على مستوى العين. كما أوضح أن فقدان البصر يكون حسب كمية المادة السامة مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل حالة مماثلة في السابق. وشدد أستاذ علم السموميات على أن عكاشة قد تكون شعرت بفقدان البصر جراء اِنهِمار الدموع بغزارة.