أكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني أن الحركة انتخبت قيس سعيد لأنه ضد الفساد ومع الدستور وتريده أن يكون رئيس الدولة ورئيس جميع التونسيين وأن يكون عنصر تجميع للتونسيين وعنصر استقرار للدولة "لكن ما نراه الآن ليس سعيد الذي انتخبناه"، وفق تعبيره. وأضاف الهاروني في تصريح لإذاعة شمس اف ام: "هذا دليل على أن المحيطين برئيس الجمهورية في القصر والبرلمان يحاولون دفعه إلى دور غير دوره وأن يصبح منحازا لطرف على حساب طرف ويصبح في علاقة سلبية مع مؤسسات الدولة ورئيس الحكومة"، مشيرا إلى أن "البعض خسروا الانتخابات ولم يعترفوا بنتائجها ورفضوا أن تقود النهضة الحكومة وشاركوا معها في الحكومة وأرادوا أقصاءها في حكومة اسموها حكومة الرئيس التي أقيل رئيسها بسبب الفساد". وأشار الهاروني إلى أن اختيار رئيس الجمهورية الأول فشل، ولا يريدون للخيار الثاني أن يفشل، لذلك فإنهم حريصين على نجاح الحكومة ونجاح التحوير الوزاري ودعم الحوار بين الرؤساء الثلاث، مبينا أنهم كانوا في انتظار دخول رئيس الجمهورية في حوار اقتصادي واجتماعي الذي دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل لكن لم يتم ذلك. وقال المتحدث "أريد أن أقول لقيس سعيد انه من حقه أن يكون لديه آراء وتقييمات ويقدم مبادرات تشريعية.. نحن في نظام ديمقراطي والرأي الآخر مقبول لكن ان يصبح الخطاب فيه اتهامات وتقسيم وتعطيل لمؤسسات الدولة تونس لم يعد لديها وقت لهذا.. الرئيس بإمكانه أن يقود حوار ويقيم الثورة والأحزاب والنظام الديمقراطي لكن الحكم على الذين في الحكم بالفساد غير معقول والتهم بالفساد تكون فردية وليس بصيغة الجمع". كما شدد على أن الحركة لا تقبل أن يوضع دور الرئيس في هذا الإطار وتدعوه ليبقى رئيس جميع التونسيين وللتحاور مع الحكومة والبرلمان وتسهيل التحوير الوزاري وتقديم مبادرات تشريعية لإرساء لمحكمة الدستورية ولمَ لا يبادر باختيار مرشحيه قائلا: "رئيس الجمهورية يجب أن يكون أول الحرصين على المحكمة الدستورية لأنه مطالب باحترام الدستور وتنزيله وندعوه للقيام بدوره الذي انتخبناه من أجله".