حذّر الدكتور منصف المرزوقي، رئيس الجمهورية التونسي السابق (2011-2014)، من المرحلة الجديدة من تطور مخطط القضاء على المكتسبات الوحيدة للثورة: الدستور، دولة القانون والمؤسسات. ودوّن المرزوقي على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك: "أخطر ما في العملية إيهام الشعب المنهك والمحبط والمضلل بأن سبب الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة هي الديمقراطية والحال أن أعداءها البارحة واليوم هم سببها لا غير". وجاءت تدوينة المرزوقي تعليقا على الاجتماع الذي نظمه الحزب الدستوري الحر في صفاقس والوقفة التي دعا إليها أنصار الرئيس قيس سعيد في شارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة ورفعوا فيها شعارات مطالبة بحل البرلمان. وقال المرزوقي: "إشارتان من تونس ومن صفاقس على تطور أعراض مرض الديمقراطوفوبيا : تحشيد الشعبوية والفاشية كلٌّ في مجال اختصاصه والهدف واحد". وأضاف: "من تجربتي كطبيب أعرف أنه لا أخطر على المريض من تهاونه بالأعراض الأولى ولا أثقل على الطبيب من مرض خرج على السيطرة لتأخر التشخيص والعلاج. كذلك الأمر في دنيا السياسة والمعنيّ بالصحة والمرض شعب بأكمله". وتابع المرزوقي: "ما لا يقوله المخادعون للمخدوعين أنه سُيرمى بهم بعد الاستعمال ليكتشف هؤلاء المساكين أنهم خسروا الحرية والكرامة دون أن يربحوا الرفاهة والعيش الكريم". وشدّد الرئيس السابق على أنه "أصبح من الضروري رص صفوف كل القوى الحية حول المشترك الوطني لمواجهة فكي الكماشة". وتابع قائلا: "استيقظوا قبل فوات الأوان وعودة الحكم الفردي ودولة الأصحاب والأقارب والعصابات، وإلا فإننا سنقول لأنفسنا ''يا بوزيد كأنك ما غزيت''، ولن يبقى على الأجيال المقبلة إلا رفع الصخرة مجددا إلى قمة الجبل الذي تدحرجت منه كما حكم على سيزيف بأن يفعل المرة تلو الأخرى".