تتواصل الاكتشافات الأثرية وأعمال الترميم للمعالم، وفق ما أعلن عنه المعهد الوطني للتراث، في بلاغات متواترة في الأسابيع الأخيرة، على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك. وقد جرى مؤخرا بمنطقة واد السواني بالكاف الكشف عن موقع أثري ذي أهمية تاريخية كبرى يضم العديد من المعالم الأثرية والنقوش الهندسية وأثر لمعلم مندثر الأجزاء لمعصرة زيتون وخاصة عدد كبير من خزانات المياه. كما تم الكشف عن العين الرئيسية التي تزود الموقع بالماء وأجزاء لقنوات نقل المياه. كما تم العثور على أثر للطريق الرومانية التي تمر بجانب الموقع والتي لا تزال تحافظ على أثر الحجارة المدكوكة خاصة على المقطع بجانب الواد المحاذي للموقع. وفي الموقع الأثري لحمام ملاق بالكاف تتواصل أشغال الصيانة والترميم، التي ينجزها فنّيو المعهد الوطني للتراث، حيث يبحث خبراؤه أيضا القيام بأسبار بالموقع. وفي بوعرادة من ولاية سليانة، استأنف المعهد الوطني للتراث مشروع بحث أثري بموقع فطيس، حيث يشرف باحثون بالمعهد على فريق عمل متكون من محافظي التراث وعدد من طلبة المرحلة الثالثة في الآثار، لإنجاز مختلف أعمال هذه الحفرية. وتشمل البحوث الأثرية في سنتها الثانية مسح وجرد وحفريات بأهم معالم الموقع الشاهدة على تواصل الحضور الإنساني. وكان قد تم منذ فترة الكشف بمعتمدية بئر مشارقة من ولاية زغوان، عن ضيعة فلاحية بموقع هنشير التلة تعود إلى أواخر الفترات القديمة ويمسح قرابة 1200 م2، وقد تم الاكتشاف بمناسبة أشغال الحفريات والدراسات الأثرية في إطار مشروع الطريق السيارة تونس-جلمة. وفي مارس الماضي أدت أعمال المسح الأثري التي تقوم بها الباحثة منية العديلي بمنطقة الدخيلة بمعتمدية طبربة من ولاية منوبة إلى التعرف إلى موقع جنائزي يعود لفترة فجر التاريخ ويحتوي على غرفة حانوت منقورة في الصخر وعدد هام من القبور الجلمودية المحاطة بحجارة وجدران بسمك حوالي واحد متر وتمتد على عشرات الأمتار. وفي الفترة من 12 إلى 28 مارس تولّى قسم ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني للتراث القيام بحفريات إنقاذ برمادية "كداس الرماد" من منطقة العذيرة من معتمدية فوسانة. وتنتمي الرمادية في أغلبها إلى الحضارة القبصية. وقد تعرض جزء هام من الموقع إلى الجرف أثناء إنجاز الطريق الوطنية 91.