تفجر اقتتال في طرابلس في ساعة مبكرة اليوم الجمعة بين قوتين مسلحتين متنافستين، في أعنف اشتباكات تشهدها العاصمة الليبية منذ توقف القتال بين فصائل من الشرق والغرب قبل عام. وقال أحد سكان حي صلاح الدين بجنوب طرابلس إن إطلاق النار بدأ حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل واستمر حتى طلوع النهار باستخدام أسلحة متوسطة وخفيفة. وقال أحد الشهود لرويترز إن الاقتتال الأخير دار بين اللواء 444 وقوة دعم الاستقرار، وهما القوتان المسلحتان الرئيسيتان في طرابلس. وأشار آمر منطقة طرابلس العسكرية، وهي كيان أُنشئ بغرض تنظيم الفصائل المسلحة المختلفة في المدينة خلال الحرب الأهلية، إلى أن هدف القتال كبح أنشطة اللواء 444. وقال عبد الباسط مروان "ما حدث هو تصحيح لانحراف اللواء عن المسار وعدم امتثاله للأوامر العسكرية". وقال اللواء 444 لرويترز إنه فوجئ بهجوم شنه رجال مسلحون، مضيفا أنه مندهش لتصريحات مروان. ودعا المجلس الرئاسي الليبي، اليوم، إلى وقف كافة الاشتباكات في العاصمة طرابلس، وعودة القوات إلى ثكناتها. وطالب المجلس، في بيان، رئاسة الأركان العامة باتخاذ "الإجراءات الفورية" حيال آمري تلك القوات، وممارسة ما يخوله لها القانون من صلاحيات تحقق السيطرة على الموقف. ودعا المدعي العام العسكري للتحقيق مع آمري تلك القوات، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وفقا للقوانين المعمول بها. وأكد أنه على كافة الوحدات العسكرية والأمنية، ضرورة الانضباط والتقيد بما يصدر من تعليمات وبلاغات تحظر التحرك إلا بإذن مسبق. وأضاف: "لن يسمح بتكرار مثل هذه الأحداث، وأي تصرف بالمخالفة لهذه البلاغات يعتبر جريمة يعاقب عليها قانونا نظرا لما تمثله من خطورة أمنية لها تداعياتها على أمن وسلامة المواطن". ومن شأن هذه التطورات الميدانية أن يضع مزيدا من العراقيل في طريق الانتخابات المقررة في ديسمبر المقبل، في إطار خطة لإنهاء الفوضى والعنف والانقسام القائم منذ عشر سنوات. وفي وقت سابق الجمعة، أعربت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها إزاء تلك الاشتباكات. ودعت مهمة الأممالمتحدة في ليبيا إلى وقف فوري للاقتتال قائلة إنها تشعر "بقلق بالغ". ويجيء الاقتتال بعد اشتباكات كبرى دارت الشهر الماضي في مدينة الزاوية غربي طرابلس وحوادث أو اشتباكات أصغر داخل العاصمة شملت اشتباكا بالأسلحة النارية هذا الأسبوع في إحدى مؤسسات الدولة. وفي شرق ليبيا الذي تسيطر عليه قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، كان هناك أيضا إطلاق للنيران وأحداث عنف أخرى في الأشهر الأخيرة. وكالات، صور رويترز.