توفي، اليوم الأحد، مهندس البرنامج النووي الباكستاني والملقب ب"أبو القنبلة النووية الإسلامية" عبد القدير خان عن 85 عاما. وقال وزير الدفاع الباكستاني برويز ختك إن وفاته تمثل "خسارة كبيرة وسوف تكرم باكستان إلى الأبد خدماته للأمة، الأمة مدينة له بشدة لمساهماته في تعزيز قدراتنا الدفاعية". ويعتبر خان بطلا قوميا في نظر أبناء الشعب الباكستاني لأنه جعل بلاده أول قوة نووية إسلامية في العالم، فيما يعتبره الغرب مسؤولا عن تهريب التكنولوجيا النووية إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا. وتمكن الدكتور عبد القدير خان العظيم من إنشاء مفاعل كاهوتا النووي الباكستاني في 6 أعوام والذي يستغرق عادة 20 عاما في أكثر دول العالم تقدما في مجال الصناعة النووية. ولد خان في بوبال بالهند عام 1936 أثناء فترة الاحتلال البريطاني قبل انفصال باكستان عن الهند. وتخرج من كلية ديارام جيته للعلوم بجامعة كراتشي عام 1960، وعمل في وظيفة مفتش للأوزان والقياسات وهي وظيفة حكومية من الدرجة الثانية إلا أنه استقال منها بعد ذلك. وسافر لاستكمال دراسته فالتحق بجامعة برلين التقنية ونال الماجستير عام 1967 من جامعة دلفت التكنولوجية بهولندا ودرجة الدكتوراه عام 1972 من جامعة لوفين البلجيكية. حاول خان مرارًا الرجوع إلى باكستان وتقدم لعدة وظائف دون تسلم أي ردود لطلباته، في حين تقدمت إليه شركة FDO الهندسية الهولندية ليعمل لديهم بوظيفة كبير خبراء المعادن فوافق على عرضهم. في ذلك الحين كانت شركة FDO الهندسية على صلة وثيقة بمنظمة اليورنكو- أكبر منظمة بحثية أوربية- وكانت المنظمة متهمة أيامها بتخصيب اليورانيوم من خلال نظام آلات الطرد المركزي. كانت التفاصيل التقنية المستخدمة لنظام آلات الطرد المركزي تعتبر سرية لأنها قد تستخدم في تطوير القنبلة النووية، وتعرض البرنامج لعدة مشاكل تتصل بسلوك المعدن، واستطاع خان بجهده وعلمه التغلب عليها، ومنحته هذه التجربة خبرة قيمة كانت هي الأساس الذي بنى عليه برنامج باكستان النووي فيما بعد. وفي عام 1974 أجرت الهند تجربة قنبلتها النووية الأولى، وعلى إثر ذلك أرسل الدكتور خان رسالة إلى رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو قائلا فيها: "إنه حتى يتسنى لباكستان البقاء كدولة مستقلة فإن عليها إنشاء برنامج نوويّ". فدعاه الرئيس لزيارة باكستان بعد تلك الرسالة ب10 أيام ثم دعاه مرة أخرى في عام 1975 وطلب منه عدم الرجوع لهولندا ليرأس برنامج باكستان النووي. وتعدّ التجارب النووية ال6 التي قامت بها باكستان في ماي 1998 بمثابة تأشيرة دخول باكستان إلى النادي النووي، وأصبح عبد القدير خان بسببها بطل باكستان الثاني بعد محمد علي جناح -أول رئيس لباكستان- كما أطلقت عليه الصحافة لقب "أبو القنبلة الذرية الإسلامية".