قال العالم النووي عبد القدير خان الذي يعتبر أب القنبلة الذرية الباكستانية، إنه «يجب ألا يغض النظر عن حقيقة ان ما من بلد يتمتع بقدرة نووية تعرض لاحتلال أو غزو» معتبرا أن القنبلة النووية تجنب باكستان مصير، العراق وليبيا. وأوضح خان في مقابلة مع مجلة «نيوزويك» الأمريكية أمس الأول ان تفجيرا نووياً هندياً في عام 1974 هو الذي دفع باكستان الى إطلاق برنامج نووي، «وحثني على العودة للمساعدة في إنشاء رادع نووي وأنقذ بلادي من ابتزاز نووي هندي». وأضاف «لقد تمكنا من تحقيق قدرة نووية مهمة في النصف الثاني من الثمانينيات، ونظام النقل أنجز في بداية التسعينيات، وتمكن بلد لا يستطيع إنتاج سلاسل دراجة هوائية من التحول إلى قوة نووية وصاروخية خلال فترة قصيرة، وبالرغم من المعارضة الغربية، يعد إنجازاً». وإذ اعتبر ان الهند لا تحتاج لأكثر من 5 أسلحة «لأذيتنا»، قال «نحن لن نحتاج لأكثر من 10 للرد ولهذا لم نشهد أية حرب بيننا خلال السنوات ال40 الماضية». وأشار إلى ان لا فكرة لديه عن الوضع الحالي للبرنامج النووي الباكستاني نتيجة ابتعاده منذ 10 سنوات، إلا انه اعتبر ان أي «بلد بحاجة لما يكفي من الأسلحة لتخزينها في أماكن مختلفة بغية التمتع بقدرة توجيه ضربة ثانية». ورأى انه «يجب ألا يغض النظر عن حقيقة ان ما من بلد يتمتع بقدرة نووية تعرض لاحتلال أو غزو،.. ولو كان العراق قوة نووية لما كان ليدمر بالطريقة التي شهدناها، ولو كنا نتمتع بالقدرة النووية قبل عام 1971 ما كنا لنخسر نصف بلدنا «بنغلاديش حالياً» بعد هزيمة مشينة». أن الدول التي لا تملك قدرة نووية تتعرض للكثير من التدخلات العسكرية الغربية والاحتلال وأثاره العراق وليبيا. وأكد ان الهند وباكستان تعيان أنهما لا تتحملان حرباً نووية، مشدداً على ان لا فرصة لنشوب حرب من هذا النوع تعيد البلدين إلى «العصر الحجري». وأعرب عن أسفه لأنه بالرغم من ان سيادة باكستان في وضع آمن، إلا ان «القادة الجاهلين المتعاقبين لم يزعجوا أنفسهم بالعمل على المصلحة الوطنية ونحن الآن أسوأ مما كنا عليه قبل 20 أو 40 سنة يوم كنا نتعرض للحظر». وختم خان بالقول ان «برنامج الأسلحة النووية أعطانا قوة دفاعية كبرى، ونحن مجبرون على الحفاظ على قوة الردع إلى أن تحل مشاكلنا مع الهند، وهذا سيقودنا إلى حقبة جديدة من السلام لكلا البلدين». وأعرب عن أمله في رؤية باكستان والهند تعيشان بتناغم كما هي الحال بين العدوين اللدودين السابقين ألمانيا وفرنسا. يذكر أن عبد القدير خان يعرف ب«الأب الروحي للبرنامج النووي الباكستاني»، وقد خضع للإقامة الجبرية منذ فيفري 2004 بتهمة بيع تكنولوجيا نووية باكستانية في تسعينيات القرن الماضي إلى دول أخرى، مثل ليبيا وإيران وكوريا الشمالية ولكن في فيفري 2009 رفعت معظم القيود التي كانت مفروضة عليه.