قال الدكتور منصف المرزوقي، رئيس الجمهورية الأسبق، في بيان مساء اليوم 14 أكتوبر 2021، إنّ الإجراءات التي أعلن قيس سعيد اتخاذها ضده اليوم كانت منتظرة. وقال المرزوقي: "لا أستغرب إذن الإجراءات التي أعلن عنها المنقلب ضدّي هذا اليوم أو التي ستتبع". وصرّح سعيد عند ترؤسه المجلس الوزاري صباح اليوم أنّه سيسحب جواز السفر الدبلوماسي ممن اعتبره "في عداد أعداء تونس"، في إشارة إلى الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي. وكان منصف المرزوقي دعا، في وقفة احتجاجية السبت الماضي نظمت في باريس، السلطات الفرنسية إلى عدم دعم الخروج عن الشرعية في تونس والوقوف إلى جانب المسار الديمقراطي. كما صرّح المرزوقي بعد ذلك أنّه تحرّك من أجل عدم تنظيم قمة الفرنكوفونية في تونس، باعتبار ذلك سيكون دعما للانقلاب على الشرعية، حسب رايه. وتحدث قيس سعيد عن المرزوقي قائلا: "لا مجال أن يتمكن من هذا الامتياز وهو يجوب العواصم ويلتقي عددا من الأشخاص للإضرار بتونس". وأضاف "أطلب من السيدة وزير العدل أن تفتح تحقيقا قضائيا في هذه المسألة، لا مجال للتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي". وردّ المرزوقي على هذه الاتهامات، في البيان الذي وقعه باسم " مواطن برتبة رئيس ديمقراطي سابق للجمهورية التونسية"، قائلا: "منذ انقلاب 25 جويلية وأنا لا أكف عن الترديد لأعداء وأصدقاء تونس لا تتدخلوا في شؤوننا بأي دعم مباشر أو غير مباشر للانقلاب لأنه سيكون طعنة في ظهر الديمقراطية التونسية الوليدة وبالتالي ضدّ مصلحة الشعب التونسي". وأضاف: "لكن بربكم أليس من المضحكات المبكيات أن يُتهم رجل مثلي بالخيانة من قبل أنصار رجل حنث بوعد الالتزام بالدستور وسمّى الاستعمار حماية وطالب المستثمرين بعدم الاستثمار في تونس؟ وفي كل الحالات بما أنني لا اعترف بالسيد قيس سعيد رئيسا شرعيا لتونس. وبما أن الحكومة التي عينها غير شرعية لأنها لم تحظ بثقة برلمان جمّده المنقلب في مخالفة صريحة للدستور، فإنني اعتبر نفسي غير معني بأي قرار يصدر من هذه السلطات غير الشرعية". واعتبر المرزوقي أنّ تونس دخلت منعرج "دكتاتورية وليدة فجة تخلط بين شخص الدكتاتور والوطن أعادتنا لمنظومة بن علي حيث التصدي للدكتاتور الخيانة الكبرى". ورغم توقعه لتفاقم موجة القمع التي تصحب دوما تمكّن كل نظام استبدادي، أكّد المرزوقي أن تونس ستتجاوز المرحلة التي تمرّ بها التي شبّهها ب"الجائحة"، وقال: "سنبرأ من هذه الجائحة السياسية كما تجاوزنا جائحة كورونا حتى وإن كان الثمن باهظا".